كرمت الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء الأربعاء الماضي، الممثل البريطاني من أصل هندي، السير بين كينكسلي"غاندي السينما العالمية"، الذي حضر قبل ساعات من حفل التكريم، وانطلاق عرض شريطه "غاندي" بساحة جامع الفنا، التي غصت بالجماهير.سلمت الممثلة والمخرجة والسيناريست الهندية نانديتا داس، عضو لجنة التحكيم، الممثل العالمي، النجمة الذهبية للمهرجان، وقالت عن السير إنه "فنان من طينة خاصة، تميز مساره الفني الاستثنائي باشتغاله إلى جانب عمالقة المسرح والسينما في العالم، وأدى ضمن المسرح الملكي البريطاني أدوارا خالدة من قبيل "عطيل"، و"هاملت"، ومثل في مسرحية "بستان الكرز"، وحاز على جوائز عالمية، ووشحته الملكة إليزابيت الثانية بوسام من درجة فارس الإمبراطورية البريطانية، مطلع سنة 2001". وأضافت داس أن أفلام السير كينكسلي تعرف إقبالا كبيرا في الهند على غرار بلدان العالم الأخرى، خاصة بعد أدائه للعمل السينمائي الضخم "غاندي"، مشيرة إلى أن الإعجاب بمواهبه الموسيقية وبراعته في التأليف والتمثيل، جعلاه محط إعجاب وتقدير من كبار المخرجين والمنتجين وصناع السينما. وأكد السير كينكسلي، من جهته، أن للمغرب، الذي صور به ستة أفلام، مكانة خاصة في قلبه، ويعتبره بلده الثاني، كما أنه يشعر بسعادة عميقة لأنه يرى وجوها مألوفة تستقبله بحرارة. وأضاف الممثل البريطاني، السير بين كينكلسلي، الذي بدأ مساره السينمائي سنة 1972 بفيلم الإثارة "الخوف هو المفتاح" لمايكل توشنر، أن المغرب دولة كبيرة في صناعة الأفلام بالنظر إلى الصيت العالمي، الذي حظي به من خلال الأفلام المشهورة، التي صورت بمختلف المدن المغربية، خاصة مراكش وورزازات، معبرا عن إعجابه بالثقافة والطبخ المغربيين ورغبته في تصوير الأعمال السينمائية، التي يشارك فيها بالمغرب. وقال كينكسلي في ندوة صحافية، نظمت قبل انطلاق حفل تكريمه من طرف إدارة المهرجان الدولي للفيلم، إنه وجد خلال فترة تصوير فيلم "أمير بلاد فارس" بالمغرب حبا كبيرا، ودعما خاصا من طرف الناس، مضيفا أن الشغف العالمي الحالي بالمغرب سيمكن هذا البلد من جذب مزيد من المنتجين والمستثمرين مستقبلا. وانتقد كينكسلي، الذي كان شغوفا مند حداثة سنه بعالم المسرح البريطاني، الأفلام السينمائية التي لا تصل إلى قلب المشاهد، ولا تتحدث عن الوضع الاجتماعي قائلا "الأفلام اليوم تباع كما تباع البيسكولا"، أي الحلوى، وأكد أن هدف السينما لا يجب أن يقتصر على "الأرباح التجارية" فقط، بل يجب أن تكون السينما في الوقت نفسه، في خدمة اهتمامات الناس، معتبرا أن السينما التي تقارب وتنفتح على هذه الاهتمامات، تساهم بشكل أكبر في تغيير حياة الناس إلى ما هو أفضل. وأوضح كينكسلي، الذي بدأ مساره الفني الاحترافي بالتحاقه بفرقة مسرح شكسبير الملكية سنة 1967، أن تجربته المسرحية تركت له الرغبة في التنوع، من خلال تأثيرها على أدواره السينمائية، ومساره الفني بشكل إيجابي. وعن نظرته للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أشاد كينكسلي بمجهودات المنظمين، مبرزا في السياق ذاته بأن هذه التظاهرة السينمائية العالمية، أضحت تتسم بصيت عالمي، ما مكن المهرجان من احتلال درجة متقدمة ضمن المهرجانات السينمائية العالمية. وكان السير بين كينكسلي حظي بأول أدواره السينمائية البطولية في الفيلم السينمائي الضخم "غاندي"، الذي أخرجه ريشار أتينبورو، وحصل من خلاله على جائزة الأوسكار، وجائزتي "كلودن كلوب"، وجائزتي الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والمسرح "بافتا"، كما تسلم كينكسلي من يدي أنديرا غاندي والحكومة الهندية ميدالية الشرف"بادما شري". وأنهى أخيرا، تصوير فيلم "شوتر إسلاند"، وهي دراما لمارتن سكورسيزي، تجري أحداثها خلال الخمسينيات من القرن الماضي، إلى جانب ليوناردو دي كابريو، وفيلم "برينس أوف بيرسيا.. لي سابل دو تون" لمايك نيويل.