عثر، صباح السبت الماضي، بالمدار الحضري لمدينة أزمور، على سيارة خفيفة من نوع "مرسديس 250"، حمراء اللون، متخلى عنها في الشارع العام. وكان زجاجها الواقي الخلفي مهشما، وآثار دم على مقاعدها الأمامية والخلفية، وبجانبها عصي وآلات حديدية، تدل على أنها استعملت في صراع دام. وقالت مصادر أمنية إن المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية لدى أمن الجديدة، باشرت التحريات الميدانية، بأخذ البصمات وعينات من الدم المتناثر داخل السيارة، ما مكن من تحديد هوية 3 مشتبه بهم، كانوا على متنها. اعتقل واحد منهم، ثم تلاه إيقاف الشريك الثاني، فيما تمكن العنصر الثالث من الفرار، ويعتبر الفاعل الرئيسي، والعقل المدبر. وأبانت تحريات الفرقة الجنائية أن السيارة المتخلى عنها متحصل عليها من عملية سرقة، وأن المشتبه بهم الثلاثة كانوا يحتسون الخمر على متنها، في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة–السبت الماضية، بمدينة أزمور. وإثر اقتتال شرس، نشب بينهم، استعملوا فيه الأسلحة البيضاء، غادروا المكان، تاركين وراءهم السيارة المسروقة. وأضافت المصادر أن المشتبه بهما، اللذين وضعتهما الضابطة القضائية تحت الحراسة النظرية، اعترفا أنهما ينتسبان إلى شبكة إجرامية وطنية، متخصصة في سرقة سيارات "مرسديس 250"، تتكون من أزيد من 12 فردا، يتحدرون من الدارالبيضاء، وأزمور، والبئر الجديد، وأنهم كانوا يعمدون إلى بيع السيارات المسروقة عن طريق بعض الوسطاء، بالدارالبيضاء، حيث كان تجري تجزئتها إلى قطع غيار، وتباع في أسواق الأجزاء المفصلة المستعملة. وبغية تسهيل إيصال السيارات المسروقة إلى وجهتها المحددة، وتفاديا للسقوط في يد الشرطة أو الدرك، كان أفراد الشبكة الإجرامية، يزورون وثائقها، مستعينين بخدمات الناظم الإلكتروني، والسكانير. واعترف المشتبه بهما بارتكاب العشرات من عمليات السرقة في مدن مختلفة، استهدفت سيارات "مرسديس 250".