حذر حلف شمال الأطلسي من أنه من غير المرجح أن يلتزم أعضاء الحلف الأوروبيون بإرسال قوات إضافية لأفغانستان بمجرد أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع المقبل عن زيادة متوقعة في أعداد القوات الأميركية في أفغانستان.جنود أميركيون في أفغانستان (أ ف ب) وقال الحلف، الذي يقود ائتلافا يضم أكثر من 40 دولة في أفغانستان إن أمينه العام اندرس فوج راسموسن سيطلب من الدول الأعضاء تقديم رد (متناسب) مع التسليم بأن ذلك لن يكون بالإمكان أن يجاري الزيادة في أعداد القوات الأميركية. من ناحية أخرى، أكدت روسيا من جديد دعمها للجهود الدولية في أفغانستان لكنها نبهت إلى أنه إذا كان الحلف يريد تعاونا أكبر في التصدي للتمرد المسلح الذي تقوده طالبان فانه يجب عليه اطلاع موسكو بشكل أفضل على خططه. وقال البيت الأبيض إن أوباما سيكشف النقاب عن استراتيجيته الجديدة للحرب في أفغانستان في الأول من دجنبر. وقال مسؤولون أميركيون إن أوباما ربما يعلن عن إرسال حوالي 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان في إطار استراتيجية أوسع لوقف تدهور الوضع الأمني هناك. وقال جيمس اباتوراي المتحدث باسم حلف الأطلسي متحدثا قبل إعلان البيت الأبيض عن موعد خطاب أوباما إن الحلفاء الأوروبيين قد يحتاجون إلى وقت أطول للالتزام بإرسال مزيد من القوات. وأضاف قائلا في مؤتمر صحفي "لا ينبغي لأحد أن يتوقع أنه ستكون هناك أرقام تضاف وتطرح على الطاولة من قبل الحلفاء الاخرين في اليوم التالي لإعلان أوباما. الأمور لن تسير هكذا." وقال أباتوراي إن وزراء خارجية الحلف سيجرون مشاورات بشأن استراتيجية الحرب في أفغانستان في الثالث والرابع من ديسمبر وان مؤتمرا سيعقد في السابع من الشهر نفسه لبحث إرسال قوات إضافية لأفغانستان. من جهة أخرى، قال زعيم حركة طالبان، الملا عمر، في رسالة بمناسبة عيد الأضحى، إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يواجهون "الهزيمة المطلقة" في حربهم ضد طالبان حتى وإن جرى إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان. وفي الرسالة التي نشرت على موقع تابع لحركة طالبان على الإنترنت، قال الملا عمر "نظراً إلي الحقائق الموجودة في أفغانستان فإنكم وحلفاءكم تواجهون الهزيمة المطلقة التي لا تنجبر لا بإرسال مزيد من الجنود ولا باتخاذ سلسلة من الإستراتيجيات اللا معقولة، فلتعلموا أن منطق استعمال القوة فقد اليوم تأثيره، ولا يمكنكم السيطرة علي الشعب الأفغاني عن طريق القوة المادية أو مكركم الشيطاني". وأضاف عمر في رسالته التي نشرت باللغتين العربية والبشتونية، "واعلموا جيداً ! أنّ سياساتكم العدوانية ملأت لكم الدنيا من الأعداء، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت، وستعيشون حياة كلها المرارة والألم، لأن سياسة القوة والاستبداد لا يتحملها ولا يقبلها أحد". وتأتي الرسالة قبل أيام من عزم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إعلان استراتيجيته الجديدة للقوات الأمريكية في أفغانستان. وكان أوباما أوضح في كلمة له، أنه سيوضح سبب وجود القوات الأميركية في أفغانستان ومصالحها فيها وعملية صنع القرار، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس. وكان الملا عمر قال في رسالة سابقة في سبتمبر الماضي إن القتال ضد القوات الأجنبية "يقترب من تحقيق النصر". وفي رسالته، وجه عمر كلمته إلى الشعب الأفغاني، شاكراً إياه على أنه "لبّى مطالبة الإمارة الإسلامية وأفشل المسرحية الأميركية للانتخابات بعدم المشاركة في هذه العملية الأميركية." ثم وجهها إلى من وصفهم ب"المجاهدين الأبطال الغيورين في الخنادق"، قائلاً لهم "تباشير النصر" ظهرت وقال "إن العدوّ الماكر يريد أن يقوم بتفجيرات دموية كبيرة باسم العمليات الاستشهادية في أماكن تجمّع الناس كالمراكز الدينية، والمساجد وما شابهها، بهدف الإساءة إلى سمعة المجاهدين، فيجب أن يتنبّه المجاهدون إلي هذا المكر". وطلب منهم تجنب مثل هذه العمليات، كما طالبهم باحترام "حقوق من يستسلم لكم من المخالفين"، محذراً من احتمال تشكيل مليشيات محلية "لتفريق صفوف الشعب الأفغاني وإثارة الخلافات القومية والعنصرية بينهم" كما فعلت القوات السوفيتية. كذلك خاطب الملا عمر "العاملين في الإدارة العملية في كابول ومنظمة المؤتمر الإسلامي و"ما يُسمي بجمعيات حقوق الإنسان" والمثقفين والكتاب والأدباء ودول المنطقة والجوار الأفغاني وأنصار الحرية من شعوب أوروبا والغرب عامة، وختمها بكلمة للأمة الإسلامية.