بناء على اتصال بقاعة المواصلات، انتقلت الشرطة القضائية في خريبكة، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي، حيث وقفت على جثة هامدة لشخص يسمى قيد حياته (ن.خ)، يحمل جرحا غائرا على خده الأيسر، وطعنة أسفل صدره من الجهة اليسرى.وبناء على المعاينة، فتحت الضابطة القضائية بحثها في الموضوع، بعد أن تأكد لها أن الجاني هو (ع.ت) من مواليد 1976 زوج شقيقة الضحية. وحسب تصريحات زوجة المتهم (أ.خ ) لدى الضابطة القضائية، فإنها كانت تعاني عدة مشاكل مع زوجها، وعندما هجرته إلى منزل والديها، تبعها غاضبا بعد أن شرب الخمرة التي لعبت برأسه، فتبعها غاضبا مزمجرا وأحدث ضوضاء بالمنزل، موجها لها السب والشتم، ولما انصرف تعقبه شقيقها الضحية، وعاتبه على ما قام به، ففاجأه بضربة بواسطة قنينة زجاجية أصابه في رأسه، وواصل اعتداءه عليه موجها له طعنة بواسطة سكين في خده الأيسر وصدره فسقط على الأرض، ثم رمى المعتدي بالسكين، ثم ما لبث أن عاد إليه وهو في حالة هستيرية وأخذه معه ولاذ بالفرار. وصرح (م.ف)، أنه يوم الواقعة بينما كان في مخدعه الهاتفي، سمع أصواتا تنادي بعبارة "ابعد السكين"، فخرج للاستطلاع، فشاهد عن بعد الضحية ساقط على الأرض وهو مدرج في دمائه، كما شاهد المتهم على مسافة بعض الأمتار من مكان الحادث، وسمع من الناس المتجمهرين يتحدثون عن أن المتهم هو من قتل الضحية، لكنه نفى أن يكون رأى عملية القتل. من جهتها، أكدت (س.ح)، بأنها في حدود الساعة التاسعة ليلا، وهي في طريقها، شاهدت الضحية قيد حياته، يتعقب المتهم ويؤنبه على تصرفه، فقام الأخير بضربه بقنينة الخمر الفارغة في رأسه وجره ووجه له طعنة بواسطة سكين في بطنه فأرداه قتيلا. كما صرحت (ع.ش) بأن ابنتها حضرت لعيادة والدها، الذي كان طريح الفراش، وليس في حالة نشوز كما جاء على لسان المتهم، لتفاجأ بزوج ابنتها يقتحم عليهم المنزل، ويشرع في الاعتداء على ابنتها بالضرب، ليتدخل ابنها الهالك من أجل تهدئة الأوضاع، إلا أن المتهم استدرجه إلى خارج المنزل، ليوجه له ضربة بواسطة قنينة خمر فارغة، وأتبعها بعدة طعنات بواسطة سكين، حيث فارق الحياة في مكان الحادث، مؤكدة أن السكين الذي عرض عليها من طرف الشرطة، هو نفسه السكين الذي طعن به ابنها الهالك. عند الاستماع للمدعو (ع.ت)، صرح بأنه بعد احتسائه كمية من مسكر ماء الحياة، توجه إلى منزل أصهاره، وهناك عاتب زوجته على هجرها له، فنشب بينهما نزاع، ليتدخل شقيقها نور الدين، الذي سبه وهو ما أثار غضبه، ليوجه له ضربة بواسطة قنينة زجاجية في رأسه، وأتبعها بضربة بواسطة سكين أصابه في خده الأيسر، ليمسك به ويوجه له طعنة في بطنه، وأمام هدا المشهد رمى بالسكين ولاذ بالفرار، لكنه عاد من جديد والتقط السكين واختفى عن الأنظار، قاصدا منزل والديه، وهناك نظف السكين جرى إخفاه قبل حضور عناصر الشرطة. بعد تأكيد النيابة العامة للأفعال المنسوبة إلى المتهم، وهي ثابتة في حقه استنادا إلى ما جاء في تصريحاته لدى الضابطة القضائية، التي جاءت واضحة ومنسجمة مع بعضها، وكذا حجز السكين، كما أن نية المتهم كانت فعلا إزهاق روح الضحية، وحاول إخفاء معالم الجريمة، مضيفا أنه بالرجوع إلى التقرير الطبي، فالضحية أصيب جراء طعنة السكين، بالإضافة إلى شهادة الشهود الذين أدوا اليمين القانونية، وأكدوا وقائع النازلة، ملتمسا الحكم بالإعدام وفق فصول المتابعة. وتبعا للدعوى العمومية والدعوى المدنية، وتطبيقا للمواد 286 وما يليه و340 من القانون الجنائي وفصول المتابعة، حكمت المحكمة بمؤاخذة المتهم (ع.ت) من أجل جناية القتل العمد دون سبق الإصرار، وبمعاقبته على ذلك، والحكم عليه ب 25 سنة سجنا نافدا، وتحميله الصائر مع الإجبار في الأدنى.