هدوء وصمت رهيب شاب مقهى الفندق بأصيلة، حيث يعقد منتدى للشباب، مساء أول أمس الأربعاء، وعيون شباب وشابات حائرة، ينتظرون بداية المقابلة، التي جمعت بين الفريقين المصري والجزائري لكرة القدم. ورغم أن منتدى الشباب العربي الأوروبي عرف حضورا مكثفا لشباب من جنسيات مختلفة، فالكل تابع المباراة بحماس، وهم واعون بأن الفوز سيكون من نصيب أحد الفريقين، فكان الشعار "لا داعي للتوتر أو التمييز" خلال مشاهدة مباراة بين بلدين عربيين. ولم يفارق العلم الجزائري والمصري شباب البلدين، فالكل كان يلوح ويردد النشيد الوطني لبلده، ورغم حالة التعصب والتوتر، التي كانت بادية على وجوه الشباب المصري، إلا أن أيادي مغربية، وتونسية، وفلسطينية، وأردنية، وليبية، ويمنية كانت تمرر على أكتافهم كالبلسم الشافي من مرض اسمه التعصب والانحياز إلى فريق كرة القدم. شباب من اليمن، وسوريا، وتونس، يرددون "هيا شباب، صفقوا للفريقين"، و"الكل فائز، فهذه مباراة دائما تنتهي بفوز فريق على آخر"، و"هيا، مزيدا من الحماس"، و"لا يجب أن تفرق بيننا كرة القدم". الفتيات تابعن المباراة بحماس كبير، فصحافية "قناة النيل" لم تنس ارتداء اللباس الفرعوني وهي تتابع المباراة، ورغم أنها كانت تبتسم من حين إلى آخر، إلا أن عينيها تخفيان حزنا دفينا، ووجنتيها تتوهجان كالجمر. وبمجرد ما سجل الفريق الجزائري الهدف، سمع دوي قوي من الشباب الجزائري وترددت عبارة "الله أكبر"، و"يا سلام.. هدف". وعند نهاية المباراة، تعانق الشباب المصري والجزائري، رددوا "نحن إخوة، هذه هي كرة القدم"، ولا بد أن نتقبل ذلك بروح رياضية". ساعتها، أطلقت الزغاريد، وعلت الفرحة وجوه المشاركين. وتابع الشباب الجزائري والمصري المباراة بروح رياضية، ولم يصل الأمر إلى تبادل السب والشتم والضرب، كما حدث في مصر، كما أن الصراعات السياسية بين الطرفين لم تكن حاضرة. وتظهر حالة السلم والتفاهم، التي سادت بين الشباب الجزائري والمغربي خلال المباراة، بجلاء أن المنتدى حقق هدفه، المتمثل في المساواة، والالتحام بين الشباب، وعدم التمييز بين البلدان. وأقر بعض الميسرين بإعجابهم بأسلوب الشباب العربي في التعامل بينهم، ومدى حرصهم على الحفاظ على "معنى السلام، والوحدة العربية".