يعتزم ثلاثون من عمال النظافة في مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، خوض إضراب عن العمل، ابتداء من اليوم الجمعة، بعد وصول المحادثات بين المستخدمين، وإدارة المسجد، والوكالة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء إلى النفق المسدودإذ لم تستجب الجهات المسؤولة لملفهم المطلبي، الذي لخصه عبد المجيد بنعلا، مندوب عمال النظافة بالمسجد، وعضو المكتب النقابي للاتحاد العام المغربي للشغل، في احتساب الأقدمية، وتطبيق الزيادة في الأجور، التي أقرتها الحكومة، واحتساب الشهادات المدرسية والعمل. ودخل عمال النظافة في مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، في صراع مع إدارة المسجد والوكالة الحضرية، بعد أن لمسوا تماطلا من قبل المسؤولين في إيجاد حل لمشكلهم، وحمل المستخدمون في المسجد، شارات سوداء احتجاجا على أوضاعهم المادية والاجتماعية المتردية. وبدأت أول خيوط الخلاف القائم بين الطرفين قبل شهر رمضان الماضي، إذ طالب العمال بتسريع وتيرة احتساب أقدمية المستخدمين والشهادات المدرسية الحاصلين عليها، بالإضافة إلى مطالبتهم بتطبيق الزيادات في الأجور، التي صادقت عليها الحكومة، والتي لم يستفيدوا منها لحد الآن. واعتبر أحمد الفيق، نائب الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل، ومندوب ممثل المأجورين، أن الأوضاع الاجتماعية لعمال النظافة بالمسجد، تزداد تدهورا يوما بعد يوم بسبب هزالة الأجور والتعويضات، التي لم تعد قادرة على مسايرة الغلاء الفاحش للأسعار وضروريات العيش، بالإضافة إلى الحرمان من الحقوق، التي تخولها لهم القوانين. وقال الفيق إن "الأوضاع تزداد تأزما ونحن مضطرون إلى تنفيذ هذا الإضراب، بعد أن سلكنا كل الطرق، ونفاد صبرنا"، وأضاف "خضنا عدة أشكال نضالية بما فيها الإضراب خلال التاسع من أكتوبر الماضي، لكن مازال المشكل يراوح مكانه". وحسب الوكالة الحضرية للدارالبيضاء، فإن المطالب الحالية المتمثلة في احتساب أقدمية الترسيم، إذ جرى فعلا حذف الثلاث سنوات الخاصة بالتمرين، اعتمادا على الظهير الشريف رقم 272.83.1 المتعلق بترسيم بعض أعوان الإدارات العمومية، كما أن ترسيم هؤلاء الحراس، جاء بعد موافقة وزارة المالية. أما بخصوص الشهادات المدرسية المقدمة من قبل بعض الحراس، فإنه لم يكن ممكنا أخذها بالاعتبار عند الترسيم حسب الوكالة، لأن الظهير رقم 272.83.1، الذي ينص على ترسيم الأعوان في إطار المهنة المزاولة كشرط وحيد، دون الأخذ بعين الاعتبار المستوى الدراسي.