استيقظ (ر.م)، من مواليد 1970 بمدينة أكادير، مع انبلاج ضوء الصباح كعادته وتوجه إلى الميناء لاستئناف عمله في الباخرة، ولم يكن يدور بخلده للحظة أنه سيرتكب جريمة قتل في حق صديقه ( ف.ش)، من مواليد 1972 بمدينة خريبكة،ويعمل هذا الأخير بدوره في إحدى البواخر الراسية بالميناء، كان (ف.ش) يمزح مع صديقه كعادته، لكن المزحة تحولت إلى أداة جريمة وتحول الهزل إلى مأساة ستزج (ر.م) ليقضي أزهى فترات عمره خلف القضبان. ملابسات الجريمة دخل (ر.م) ميناء الداخلة في حدود السابعة صباحا، وبعد رحلة صيد شاقة في أعالي البحار على متن إحدى البواخر التي يعمل على متنها كطباخ، هيأ الفطور للبحارة ونزل إلى الرصيف قرب الباخرة، وبحوزته سكين وسمكة كان ينظفها ويعدها للطهي. وخلال قيامه بذلك مر بجانبه صديقه وسلم عليه كعادته دائما، استمر (ر.م) في تنظيف السمكة، فطلب منه ( ف.ش) مازحا قبلة، فامتنع وطلب منه التوقف عن المزاح، لكن الضحية استمر في العناد، وقبض بكلتا يديه على عنق صديقه وحاول تقبيله، فانتفض هذا الأخير ولوح بيده التي يقبض بها السكين، فإذا بالنصل ينفصل عن القبضة ويصيب الضحية في الجهة اليسرى من عنقه واستقر في الوريد ثم احتمى المتهم بعد ذلك في الباخرة بعد أن اشعر الشرطة بالحادث وانتظر قدومهم إلى عين المكان حيث سلم نفسه وبحوزته السكين. شهادة الشهود أكد الشهود أن علاقة الضحية بالجاني كانت علاقة جيدة وسيرتهما طيبة في أوساط البحارة، وكانا يمزحان مع بعضهما باستمرار دون أن يدخلا قط في أي شجار. كما اعترف المتهم أمام قاضي التحقيق بالمنسوب إليه، مؤكدا أن علاقته بالضحية كانت ممتازة، وأنهما كانا يمزحان باستمرار في أي ميناء يلتقيان فيه، وأنه صبيحة يوم الحادث متهم ذو سوابق تبعا للبحث المعمق من طرف الشرطة القضائية، تبين أن المتهم يتحدر من عائلة فقيرة مكونة من 7 أفراد، وكان يساعد أباه في تربية إخوته وإعالتهم، لكن العمل الجديد لم يسعفه ليحسن من وضعه الاجتماعي، فتعاطى لبعض أنواع المخدرات واحترف السرقة، فقضى بموجب ذلك عقوبة حبسية لستة أشهر و 500 درهم غرامة من أجل السرقة والسكر العلني البين. احتجاج عائلة الضحية قضت المحكمة الابتدائية بوادي الذهب على الجاني (ر.م) ب 8 أشهر سجنا نافذا، ما دفع بعائلة الضحية القاطنة بمدينة خريبكة، إلى رفع تظلم إلى القوى الحقوقية للوقوف إلى جانبها لإنصافها والتخفيف من معاناتها، سيما أن الضحية متزوج ويعيل أفرادا من عائلته.