مضت حوالي 12 يوما على الاعتداء بالسلاح الأبيض، الذي تعرض له شاب داخل سوق "إفريقيا"، الذي تباع فيه الأضاحي، بمدينة الدارالبيضاء، نتج عنه بتر يده، دون أن تتمكن المصالح الأمنية من فك لغز هذه الجريمة، التي مازال يلفها الغموضوتواصل مصالح الأمن ابن امسيك سيدي عثمان، تحقيقاتها في ملابسات الحادث، في ظل غياب أي معطيات دقيقة تساعد على فك خيوط الجريمة، نظرا لوجود الضحية، الذي يمكن أن يدلي بمعلومات تبدد الغموض في غرفة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء. وكشف التحقيق الأولي الذي أجرته المصالح الأمنية، أن الأمر لا يتعلق بعملية سرقة، وما تزال أسبابه مجهولة، فيما يرجح المحققون أن الجريمة ارتكبت بدافع الانتقام. وكانت مصلحة الشرطة القضائية لأمن ابن امسيك سيدي عثمان، توصلت ليلة عيد الأضحى بشكاية، بخصوص اعتداء بالسلاح الأبيض على مواطن، أكدت الشكاية تعرضه لسرقة ألفين و500 درهم. وبناء على هذه المعلومات المتوصل بها، انتقلت المصالح المذكورة لمسرح الجريمة، ونقل الضحية إلى المستشفى، فيما فتحت مصالح الأمن المذكورة بحثا أوليا، وجرى في إطار عملية التحقيق الاستماع لشهود عاينوا الحادث، لكنهم لم يقدموا أي معلومة بإمكانها أن تقودهم لمن يقف وراء الحادث. يذكر أن الضحية شاب في عقده الثاني، يقطن في أحد الدواوير بضواحي مدينة الدارالبيضاء، وينتمي لعائلة محافظة وفقيرة، ويعد الابن الأكبر فيها، الأمر الذي كان يضطره إلى مساعدة والده في الزراعة، وبما أنه الابن الأكبر اضطر إلى العمل مياوما، في الحقول الزراعية لتلبية حاجيات الأسرة اليومية، ولم يكن هذا المدخول كافيا، ما دفعه إلى التفكير في تحسين ظروف حياته، فهجر قريته متوجها نحو مدينة الدارالبيضاء، وكان من البديهي أن تسحر العاصمة الاقتصادية بملذاتها ومباهجها ومفاتنها هذا الشاب، الذي تاه في عوالم مدينة لا مكان فيها للضعفاء. مع مرور الوقت، أخذ الشاب يتأقلم مع إيقاع المدينة، وفتحت أمامه فرص عمل كثيرة، إذ سرعان ما يبدأ في عمل ما، ليتركه للبحث عن عمل آخر يوفر له دخلا أفضل من سابقه، لكن مع مرور الوقت وارتفاع تكاليف المعيشة، بلغ الشاب مرحلة لا يستطيع فيها تأمين مصاريف حياته اليومية، فكيف به أن يعيل أسرة بكاملها. بدأ الضحية يفكر مليا في العودة إلى بلدته، خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى، لكنه اقترح على والده قبل ذلك أن يلتحق به إلى مدينة الدارالبيضاء في هذه الفترة، ليبيعا بعض الأكباش التي كان والده يملكها، بهدف توفير دخل يكون عونا لهم في تأمين مصاريف الحياة، فالتحق به والده وحطوا الرحال بسوق "افريقيا"، الذي يعتبر وجهة رئيسية لعدد من التجار في هذه الفترة من السنة. يوم وقوع الحادث، توجه الشاب كعادته رفقة والده، مع انبلاج ضوء الصباح، قصد بيع ما تبقى من الأكباش، قبل أن يقع ما لم يكن في الحسبان، وقبل وقوع الحادث، شاهد والد الضحية ابنه يتحدث إلى أحد الأشخاص، لكنه لم يبال في بداية الأمر، ودخل ابنه في مشاداة كلامية، وحاول المحيطون بهم التدخل لفض النزاع، لكن المتهم فاجأ الضحية بإشهار سلاحه الأبيض، ووجه به طعنة للضحية، فيما لاذ هو بالفرار، مستغلا حالة الذهول التي أصيب بها الحضور، الذين حاولوا الإمساك بالمتهم، الذي اختفى عن الأنظار. جرى بعد ذلك الاتصال بمصالح الأمن، التي انتقلت إلى عين المكان، ونقل الضحية إلى المستشفى، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقا مازال الغموض سيد الموقف فيه، في غياب أي معلومات تقود عناصر الأمن للمتهم.