امتدت نار الغضب إلى شغيلة التعليم بورزازات، بعد الاحتجاج الذي شل القطاع بزاكورة وجهة الشاوية ورديغة، وعبرت خمس نقابات تعليمية بالإقليم رفضها القاطع لما اعتبرتها حلولا ترقيعية لمشاكلها، ودعت إلى الاحتجاج، ابتداء من اليوم الاثنين.احتجاجات سابقة لشغيلة التعليم (خاص) أفاد بلاغ نقابات تعليمية بإقليم ورزازات، توصلت "المغربية" بنسخة منه، انطلاقا من رفضها القاطع للمشاركة في أي تدبير يتصف ب "الترقيعي والارتجالي" للأزمة التعليمية بالإقليم، على حساب التلميذ والمدرس، وحرصا منها على مواصلة الدفاع عن الحق في التمدرس الجيد وعن حق رجال التعليم في أداء واجبهم، وفق ظروف لائقة، تحفز على البذل والعطاء وتحصن كرامتهم، فإن النقابات التعليمية الخمس بورزازت النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) والنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) والجامعة الحرة للتعليم (ا.ع.ش.م) والجامعة الوطنية للتعليم (ا.م.ش) والجامعة الوطنية لموظفي التعليم (ا.و.ش.م)، قررت سلسلة من الاحتجاجات، ابتداء من اليوم الاثنين. وستضرب الشغيلة التعليمية بورزازات، حسب البلاغ، يومي 19 و 20 أكتوبر الجاري، ثم أيام 29 و30 و31 من الشهر نفسه، لتنظم بعد ذلك مهرجانا احتجاجيا في فاتح نونبر المقبل، ابتداء من الرابعة عصرا أمام مقر النيابة الإقليمية. وعبرت النقابات التعليمية الخمس بورزازات عن سخطها لما وصفته بسياسة تقليص نفقات التوظيف في قطاع التربية والتكوين، والتأخر في تنفيذ برامج بناء وتجهيز وتوسيع فضاءات التدريس بالمؤسسات التعليمية. كما أشارت إلى غضبها من تجاهل المطالب المشروعة للشغيلة التعليمية، خاصة الترقية الاستثنائية ابتداء من 2003، والترقي بالشهادة، والترقي على أساس قاعدة 15/6. ورفضت ما نعتته بشرعنة التوظيفات بالعقدة، واعتبرته خطوة لترسيخ الهشاشة وتوسيع دائرتها وضرب استقرار الشغل وسد باب التوظيف، إضافة إلى عدم رضاها عن التراجع عن تمتيع الشغيلة التعليمية في المداشر والقرى، من التعويض عن العمل بالوسط القروي. خصاص مهول وأشارت النقابات نفسها إلى الخصاص في الموارد البشرية، خاصة أطر التدريس بمختلف الأسلاك (خصاص أكثر من 400 مدرس في الابتدائي، و27 مدرسا للفرنسية بالإعدادي، وأكثر من 10 للتربية البدنية) وأطر التأطير التربوي، وأطر الاقتصاد والحراسة العامة بنوعيها، والقيمون على المكتبات المدرسية، والكتاب والمحررون، والأعوان، والمنظفون، إضافة إلى حرمان مئات التلاميذ من حقهم في التمدرس الجيد، إذ يوجد عدد كبير من الوحدات المدرسية يتكفل بها مدرس واحد، علاوة على استفحال ظاهرة الاكتظاظ والأقسام المشتركة، التي تضم أزيد من مستويين، وحذف التفويج بالثانوي، حتى لو توفرت البنايات والتجهيزات الأساسية، الأمر الذي يمس حق التلاميذ في تحصيل جيد. وتحدثت النقابات في بلاغها أيضا عن هشاشة البنيات التحتية بجل المؤسسات التعليمية، والنقص الكبير في الوسائل التعليمية والتجهيزات الأساسية من قبيل السبورات المتلاشية والطباشير الرديء والمضر بصحة التلاميذ والأساتذة، وضعف الطاقة الاستيعابية بأغلب الثانويات والإعداديات (ثانوية سيدي داوود وإعدادية السلام وإعدادية بدر)، إضافة إلى انعدام السكنيات الوظيفية بالوحدات المدرسية النائية، وتعرض المتوفر منها للتلاشي والسرقة. وعبرت النقابات نفسها عن سخطها على التأخر في انطلاق التغذية المدرسية بالوسط القروي، وقلة البنايات الخاصة بهذه العملية الاجتماعية، وغياب الشروط الصحية والتربوية في المتوفر منها، إضافة إلى التأخر في صرف التعويضات لمستحقيها، خاصة المكلفين بالمطاعم المدرسية، وتعويضات تصحيح امتحان السادس ابتدائي لموسمين متتاليين، وتعويضات أطر الإدارة التربوية، والتعويض عن الساعات الإضافية. ناقوس الخطر وذكر المصدر ذاته أن النقابات التعليمية الخمس بورزازات تدق ناقوس الخطر، الذي يهدد استقرار الشغيلة التعليمية، وتطالب برفع الحيف على الشأن التعليمي وتحقيق المطالب المشروعة، وعلى رأسها التعجيل بتنفيذ اتفاق فاتح غشت 2007، وإقرار ترقية استثنائية لجميع الأفواج ابتداء من 2003، وحق الشغيلة التعليمية في التعويض عن العمل بالوسط القروي دون تفييئ أو تجزيء، وتزويد الإقليم بحاجياته الحقيقية من أطر التدريس بجميع الأسلاك التعليمية، مع سد الخصاص الفعلي من القيمين على المكتبات المدرسية، وأطر الاقتصاد، والكتاب والمحررين، والأعوان، والحراس العامين، فضلا عن فك الاكتظاظ والأقسام المشتركة، وتشغيل الفائض في ما يدعم التعلم ويرقى به. ودعت إلى التعجيل ببناء المؤسسات التربوية بالأحياء المحرومة، خاصة بالحي المحمدي، وأيت كظيف، وإدلسان، وتنفيذ برامج التوسيع بإعدادية الأطلس الكبير، وإعدادية السلام.