أقامت عائلة العقيد والكاتب المرحوم محمد البغدادي، عشية السبت الماضي برحاب المكتبة الوطنية للمملكة بالرباط، حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاته، بحضور عدة شخصيات من بينها أندري آزولاي، مستشار جلالة الملك، و محمد حرزني رئيس المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان. ت: محمد حيحي وكان المرحوم محمد البغدادي، قد التحق بسلك الجندية ولم يبلغ من العمر 12 سنة، قبل أن يعمل كضابط سام بصفوف القوات المسلحة الملكية حيث تحمل عدة مسؤوليات منها ضابط بالقصر الملكي بالرباط، ورئيس مكتب بهيأة أركان الحرب العامة، وأستاذا بالمدرسة العسكرية لأركان الحرب بالقنيطرة، ثم قائدا لوحدة عسكرية بالمناطق الجنوبية للمملكة. وترك الراحل، الذي تابع عن كثب التحولات الإجتماعية والأحداث السياسية بالمنطقة منذ 1958 (استرجاع طرفاية)، العديد من المؤلفات من ضمنها "الصحراء المغربية بين الماضي والحاضر" (1999) و"النزاع الصحراوي، قراءة جديدة" (2001) والصحراء المغربية والحلول المقترحة للنزاع الصحراوي" (2004) و"النزاع الصحراوي في نطاق الأمن الأورو المغاربي" (2007). وأجمعت شهادات المشاركين في هذا الحفل، وضمنها شهادات كل من آزولاي، وحرزني، ومصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، على ما كان يتميز به الراحل من حضور وازن ومتميز في الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، مشيرين إلى أنه سخر حياته، قبل وبعد تقاعده، للدفاع عن قضية المغرب الأولى أينما حل وارتحل. واستحضرت شهادات كل من تعاقبوا على منصة التأبين من أقرباء وأصدقاء الراحل ورفاق دربه طيلة مساره في صفوف القوات المسلحة الملكية، أو في الساحة الفكرية أو في الدفاع عن قضايا مسقط رأسه الصويرة حيث ازداد سنة 1936، مناقب الراحل ومنها على الخصوص غيرته الوطنية ودماثة أخلاقه وعزة نفسه وسعة صدره وانفتاحه على الآخرين. ورصدوا ما كان يتميز به أيضا من طيب الكلام والقدرة على الإنصات والمحاججة والإقناع، مشيرين إلى انه كان من بين الضباط الأوائل الذين استقروا بجنوب المغرب، واضعين كفاءاتهم العسكرية من أجل تجسيد شعار البلاد الخالد "الله الوطن الملك". كما أبرزت الشهادات إلمام الراحل الكبير بملف قضية الوحدة الوطنية التي سخر قلمه ووقته ولسانه، بعد تقاعده، للدفاع عنها والتعريف بها، متنقلا داخل الوطن وخارجه، لاسيما ببلدان أوربا حيث قام بجولة، أياما قبل أن يرحل إلى دار البقاء، شملت كل من إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، مبرزين أن كتابات المرحوم محمد بوغدادي كانت عديدة وظلت متواصلة ومتلاحقة حتى آخر أيامه. وقد تم في ختام هذا الحفل تقديم أعمال المرحوم محمد البغدادي ومنها آخر مؤلف له بعنوان "نظرة حول الأمن الأورو مغاربي أمام الرهانات الصحراوية" (2009)، يتوزع إلى خمسة أجزاء تناولت "أوروبا المتوسطية" و"الروابط العرقية والتاريخية والقانونية المغربية الصحرواية" و"إرهاصات نزاع الصحراء" و"نزاع الصحراء واتحاد المغرب العربي" و"الدفاع والأمن الأورو مغاربي".