وضع الطاقم التقني المشرف على المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، المكون من حسن مومن وجمال السلامي والحسين عموتة وعبد الغني بالناصري، نصب أعينه ثلاثة عوامل أساسية تدخل ضمن التحضير لمباراة غد (الأحد) أمام الطوغو برسم الجولة الرابعة من تصفيات نهائيات كأس العالم 2010.وحدد مصدر من الطاقم التقني للأسود تلك العوامل في المناخ الذي ستدور فيه المباراة وتزامن موعدها مع شهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى التحكيم، والملعب أيضا، حيث ستجرى المباراة في العاصمة، وبالتحديد بملعب كيغي، الذي كان موقوفا بسب أحداث الشغب التي عرفها بعد مباراة الطوغو ضد مالي سنة 2007 برسم اقصائيات كأس إفريقيا غانا 2008، ودفعت المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لمعاقبة الاتحاد الطوغولي بإيقاف الملعب ل 3 مباريات، وهو ما أجبر المنتخب الطوغولي، في إطار الدور التمهيدي لإقصائيات كأس العالم 2010، على استقبال منتخبي زامبيا (31 ماي 2008) وسوازيلاند (11 أكتوبر 2008) بملعب محايد، كان في الحالتين معا ملعب أكرا بغانا، بالإضافة إلى مباراة الجولة الأولى من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم أمام الكاميرون التي جرت في ملعب أكرا الغانية. الأجواء معتدلة خلال الأيام الماضية، التي سبقت المباراة، حرص المشرف العام على المنتخب، حسن مومن، ومعه باقي المساعدين، على تهييء اللاعبين للأجواء التي قد تصادفهم في لومي يوم المباراة، حيث أعدوا تقريرا عن مناخ في الطوغو وعن أرضية الملعب التي تحتضن المباراة. وبما أن المباراة ستجرى في الساعة الثالثة والنصف عصرا، وخوفا من تأثير الحرارة على اللاعبين، جمع الطاقم التقني بجمع معلومات عن الأجواء ودرجات الحرارة في البلد خلال الأسابيع المقبل، ولحسن حظ الأسود فإن الطوغو حاليا تعيش في أجواء الشتاء عكس المغرب الذي يوشك الصيف على الانتهاء به. وحسب توقعات الأحوال الجوية لمدينة لومي الطوغولية، فإن الأجواء ستكون يوم الأحد غائمة وممطرة، وأن درجة الحرارة القصوى في النهار ستكون 28 درجة، وسرعة الرياح لن تتجاوز 19 كلم في الساعة، ونسبة الرطوبة ستصل إلى 83 في المائة. وكانت "المغربية" نشرت توقعات الأسبوع الجاري نقلا عن موقع "واتر" للطقس في العالم، الذي توقع أن يكون الأسبوع ممطرا وغائما مع ظهور بعض الانفراجات، مع استقرار درجة الحرارة في 28 في النهار، و24 في الليل. توقعات حالة الطقس المذكورة طمأنت شيئا ما الطاقم التقني، الذي لم يعد متخوفا من تأثيرات المناخ على اللاعبين، وبالتالي على أدائهم داخل الملعب، خصوصا أن المباراة تجرى في رمضان. الصيام أولا.. رغم أن المباراة ستجرى نهار يوم الصيام إلا أن بعض اللاعبين يصرون على عدم الإفطار، مؤكدين قدرتهم على التحمل، مبدين رغبهم في الالتزام بالصيام مهما كلفهم ذلك من ثمن، خصوصا أن بعضهم معروف بتشبثه بالتعاليم الدينية، كعصام عدوة المحترف بنادي لانس الفرنسي، ويوسف السفري لاعب نادي قطر القطري، وأمين الرباطي مدافع المغرب التطواني، ناهيك عن أفراد الطاقم التقني المغربي. من جهته، لم يتخذ الإطار التقني المشرف على الأسود أي قرار بخصوص إفطار اللاعبين يوم المباراة، وحسب مصادر مطلعة فإن حسن مومن، المشرف على الأسود قد يترك الاختيار للاعبين، خصوصا أن غروب الشمس سيكون في الساعة السادسة مساء. وأبدى مومن، في تصريح سابق، ثقته الكاملة في تحقيق الفوز في مباراة توطو رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهه، وأهمها إقامة اللقاء في شهر رمضان المبارك في ظل صيام اللاعبين، وعدم قدرتهم على الأداء بالمعدل الطبيعي لهم. وشدد مومن على أن الصيام لن يكون عائقاً لتحقيق الفوز، بل سيكون عاملاً مساعداً للفريق في الإصرار على العودة بالنقاط الثلاث للمباراة لاستعادة الأمل مرة أخرى في هذه التصفيات. من ناحيته، حاول طبيب المنتخب الوطني، عبد الرزاق هيفتي، توضيح مخاطر الصيام واللعب، وما يمكن أن يسبب ذلك للاعبين من إصابات كالتهاب الروابط والعضلات، وحالات التمزق، والتشنجات العضلية الناتجة عن عدم شرب الماء الذي يحتاجه جسم الرياضي بشكل كبير. التحكيم.. الشبح خلال مباراة غد الأحد كلف الاتحاد الدولي لكرة القدم طاقما تحكيميا من أوغندا، لقيادتها، ويتعلق الأمر بمحمد تيكونغا، حكما للوسط، ويساعده في هذه المهمة مواطناه الحسين دوغينبي، وعلي طومو سانغ، في حين أنيطت مهمة الحكم الرابع بمواطنهم فريد موفتا نغوبي، الطاقم المذكور يبقى بالنسبة إلى الطاقم التقني مجهولا، بحكم أنه لم يسبق له إدارة مباراة للمنتخب الوطني. ويظل التحكيم النقطة السوداء التي تؤرق بال المغاربة منذ أن بدأ المنتخب الوطني يشارك في المنافسات الخارجية، عقب حصوله على الاستقلال والانضمام إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1960، حيث عانى لسنين عدة من جور الحكام الذي كانوا سببا مباشرا في تحقيقه لنتائج سلبية عدة، سيما عندما كانت المباريات تجرى خارج المغرب. لكن خلال التصفيات الحالية لم يشتك المنتخب الوطني أو لاعبوه قط من الحكام، ولعل الحكم الموريسي سيشورن باجيندرابارساد، فضل نموذج للتحكيم الجيد، حيث نجح، إلى جانب مساعديه، شانجيا سانجاي وبوتون بالكريشنا، في قيادة مباراة المغرب والكاميرون إلى بر الأمان، وحصل خلال تلك المباراة على علامات عالية، وساهم بشكل مباشر في انتهاء المباراة في أجواء رياضية ودون أي مشاكل تذكر. ومن الحكام الذين غيروا نسبيا نظرة المغاربة عن التحكيم الإفريقي الزامبي كاوما ويلينغتون، الذي قاد مباراة المغرب والطوغو في الرباط، حيث نجح بمساعدة مواطنيه سيشون فيليكس وشونغو اندريو، في أن تمر المباراة بسلام وبدون احتجاجات، باستثناء ضربة الجزاء التي منحها للمغرب. ولعل الصورة السيئة للتحكيم الإفريقي تدفع الطاقم التقني المشرف على الأسود إلى التذكير اللاعبين مرة أخرى بضرورة تجنب الوقوع في فخ الحكام، والتركيز أكثر على المباراة، وعلى الفوز وجلب ثلاث نقاط للحفاظ على الأمل.