استطاعت الممثلة المغربية فضيلة بنموسى، رفقة أبطال سلسلة "دار الورثة"، تحقيق الاستثناء في رمضان..والابتعاد عن الرداءة التي لا يختلف على تأكيدها كل متابع للإنتاجات الوطنية المعروضة على القناتين "الأولى" و"الثانية". ويشهد أغلب المشاهدين لفضيلة بنموسى وللممثلين اللذين رافقوها في السلسلة الفكاهية، التي تعرض على شاشة "الأولى"، وعلى رأسهم الفنان عبد الجبار الوزير، الذي عاد إلى التلفزيون بعد غياب طويل، لتقديم عمل شهد له أغلب المتتبعين بالاحترافية فيه. وفي تصريح ل "المغربية" ذكرت الممثلة فضيلة بنموسى أنها حاولت من خلال "دار الورثة" تقديم شخصية مختلفة عن الأدوار التي قدمتها سابقا، وإن كان طابعها الفكاهي لا يتغير في أغلب أدوارها، علما أنه سبق لها أن شاركت في سلسلات فكاهية سابقة، عرض بعضها في رمضان، دون أن ننسى تجاربها المسرحية الناجحة. وبخصوص السينما، أكدت فضيلة أنها مقلة في الظهور عبر الشاشة الفضية، بسبب استقرارها في مدينة مراكش وبعدها عن الدارالبيضاءوالرباط، اللتين تعتبران بؤرة الضوء وعاصمتي السينما المغربية، إذ من خلالهما، حسب فضيلة، يمكن الاحتكاك بالمجال الفني أكثر، وقالت فضيلة "إن هناك وفرة في الممثلين المقيمين في الدارالبيضاء أو الرباط، القادرين على تجسيد الأدوار، التي أجسدها أنا، وهو ما سيسهل على مخرجي السينما التعاون معهم، عوض أن يتعاملوا معي". ولا تفرق فضيلة بنموسى بين العمل في السينما أو التلفزيون أو حتى المسرح، إذ تعمل جاهدة على إتقان دورها، ولفت انتباه الجمهور إليها، وعن ذلك قالت "عندما أحب الشخصية، أعطي فيها بتوازن وإخلاص، سواء في الأدوار الدرامية أو الكوميدية". ومع ذلك أعجبت فضيلة أكثر بصنف "السيتكوم"، حيث تشعر بأنها على طبيعتها، تمثل بتلقائية، وقالت إنه كلما كانت ظروف التصوير والإمكانيات متوفرة، كلما شعر الممثل بالراحة أكثر، هذا بالإضافة إلى أن فريق العمل والممثلين ينعكس بشكل رئيسي على الصورة النهائية لما يقدم على الشاشة. ولم تمانع فضيلة من إعادة تجربة السيتكوم، شرط أن تكون الفكرة جيدة وبعيدة عن النمطية والأدوار التي سبق لها أن جسدتها، وأشارت فضيلة إلى أن "السيتكوم لم يعد غريبا عنها، ولم تعد تخاف من المشاركة فيه عكس السابق، عندما كانت تعتقد أنه يتطلب أن يكون الفنان كوميديا متمكنا، ويحتاج لأداء الفكاهة الساخرة 100 في المائة". وأكدت فضيلة، التي أصبحت وجها مألوفا لدى المشاهد المغربي، خاصة مع "لكنتها المراكشية" التي تميزها، أنها لم تحلم يوما بتجسيد دور معين، بل تحاول التأقلم والتعايش مع الشخصية التي تعرض عليها. وقضت فضيلة بنموسى أزيد من سبع سنوات رفقة "فرقة الوفاء المراكشية"، حيث شاركت معها في عدة مسرحيات، أغلبها كان من تأليف المرحوم عبد السلام الشرايبي، من بينها الحراز، وطامو والذهب، ومكسور الجناح، والزواج بالحيلة. الجدير بالذكر أن سلسلة "دار الورثة" لمخرجها هشام الجباري، تحكي قصة "كبور" رجل من الطراز القديم، يملك "رياضا" يوجد بمنطقة تحولت معظم دورها إلى عمارات شاهقة، لكن الرجل متشبث بأن يظل الرياض على حاله باعتباره إرثا امتلكه أبا عن جد. ورفض كبور جميع العروض، التي قدمت له من أجل بيعه، غير مكترث باقتراحات أبنائه، الذين أرغمهم على السكن معه في "الرياض" ذاته، من أجل الحفاظ على المفهوم التقليدي للعائلة المغربية، حيث يجتمع الأب وأبناؤه وحفدته في المنزل نفسه، لكن في الوقت الحاضر أصبح الأمر صعبا بسبب التفاوت في العقليات واختلاف الإكراهات، الأمر الذي يجعل كبور يقع مع أبنائه وبناته في أحداث ومواقف طريفة، تزيدها حدة طبيعة الظروف الاقتصادية والاجتماعية المعاشة في الوقت الحالي، مما يدفع الأبناء وزوجاتهم إلى اعتبار "الرياض" منفذهم الوحيد لتحسين وضعهم المادي، الشيء الذي لن يروق للأب "كبور"، الذي يواجه ذلك بتخريجاته الهزلية ومراوغاته الطريفة لجميع المقالب، التي يريد أبناؤه وضعه فيها.