في انتطار تعميم نسبة المشاهدة للقناتين الأولى والثانية ، بعد انتهاء شهر رمضان ، التي ستمكن بعض الشيئ من ملامسة البرامج والانتاجات التي شاهدها أكثر من غيرها ، وليس بالضرورة التي حظيت بإعجابهم ، يمكن القول ، من خلال استمزاج للأراء بعد انصرام أكثر من نصف الشهر ، أن أغلب المشاهدين توجهوا صوب الأولى لمتابعة سلسلة « دار الورثة» بعد أن ملوا من « الشطحات الناصرية» ذلك لا يعني أن سلسلة « دار الورثة » إنجاز فني كبير ، لكنها مقارنة مع ما تعرضه قناة عين السبع، ولأن المغاربة يريدون مشاهدة منتوج مغربي في فترة الذروة هذه بالذات ، فقد وجدوا ظالتهم مع السلسلة التي يشارك فيها الفكاهي القدير عبد الجبار الوزير ، وحال لسانهم يقول « اللهم العمش أو العمى» والحقيققة فإن السلسلة ، ذات الطابع الفكاهي، توفرات لها بعض عوامل القبول، فهي أكثر «واقعية » من سلسلة الناصري ، الذي لم يستحي من المشاهدين ولم يقدر ذكائهم وهو يحول المقهى في إحدى الحلقات إلى حلبة للمصارعة ، كما أن «دار الورثة» جمعت عددا من الممثلين الذين أدوا أدوارهم باقتدار، عبد الصمد مفتاح الخير ، فضيلة بنموسى...ولم تسقط في مختلف الحلقات التي تم عرضها إلى الآن في السوقية التي يقدمها آخرون. لكن هذا لم يمنع من سقوط بعض حلقات السلسلة في فخ «الاستسهال» الذي يشكل نقطة ضعف العديد من الأعمال الدرامية المغربية، وبعبارة أخرى، عدم الرقي بالمواضيع التي تطرحها والتي تحتاج إلى معالجة ذكية عوض الركون إلى التنكيت) حلقة صراع الأزواج الأعمال المنزلية، أو حلقة النصب، بالإضافة إلى المعضلة الكبرى وهي النهاية الضرورية لكل حلقة، أو climax ، التي غيبت في العديد من الحلقات وكأن معدوا السلسلة، يقولون للمشاهد: كمل من عندك. وقد حدث ذلك مثلا في حلقة الزوجة الثانية، العطلة.... مما يجعل المشاهد حائرا حول ماذا تريد هذه الحلقة أو تلك أن تقوله بالضبط. ويبقى أن هذه السلسلة، قدمت الدليل أن هناك إمكانية لتقديم أعمال في المستوى، إذا ما توفرت لها عوامل النجاح، وعلى رأسها الكتابة الاحترافية والإخراج المتمكن والتشخيص الجيد، وهو ما نتمنى أن يتحقق في السنوات القادمة.