لم تدم فترة تعاون عضوي لمشاهب الراحل مولاي الشريف لمراني، ومبارك جديد الشادلي، مع مجموعة "دي سي دانتن" الألمانية، رغم أنها توجت بالعديد من الأغاني الناجحةمن بين هذه القطع "القارة السمراء"، و"هذي والتوبة"، إضافة إلى العديد من المقطوعات الموسيقية، التي لقيت صدى كبيرا على المستوى العالمي، إذ أدرجت بعضها في العديد من الأفلام العالمية. في هذه الفترة، كان الراحل محمد باطما ومحمد السوسدي ومحمد حمادي يزاولون نشاطهم في المغرب باسم مجموعة لمشاهب، مضيفين إليها عضوين آخرين، حتى لا يعتقد الجمهور أن مجموعة لمشاهب الأصلية تبخرت وأصبحت في خبر كان. في أواخر سنة 1985، قرر الراحل مولاي الشريف لمراني، ومبارك جديد الشادلي، العودة إلى أرض الوطن، يقول الشادلي في كتابه حب الرمان"قبل عودتنا إلى المغرب قررت أنا والشريف أن نشتري معدات موسيقية وآلات لتأسيس استوديو للتسجيل، وقتها كان المغرب يفتقر إلى مثل هذه المشاريع، اللهم بعض الاستوديوهات الصغيرة، والمفتقرة إلى المهنية، وحالفنا الحظ فعدنا إلى المغرب محملين بالآلات السمعية وأسسنا استوديو بشارع لوداية بلفيدير حمل اسم استوديو زرياب". بعد العودة والاستقرار في المغرب سنة 1986، عاشت المجموعة العديد من الأحداث السارة والحزينة، أولها عودة المجموعة لتواكب نشاطها من جديد، من خلال العديد من الأغاني الناجحة، التي استقبلها الجمهور المغربي بشوق وحب كبيرين، وثانيها دخول الشادلي القفص الذهبي بزواجه من ابنة عمه عائشة جديد، التي رزق منها بثلاثة أبناء، هم سارة وعبد الحكيم وحسناء. أما الأحداث الحزينة فبدأت بوفاة والد الشادلي الراحل الحسين جديد، ليصبح مبارك المعيل الوحيد لعائلته. كما ستمتد يد القدر لتختطف اثنين من مؤسسي المجموعة، الأول هو الراحل محمد باطما صاحب الكلمة الهادفة واللحن الأصيل والصوت الشجي، والثاني هو الراحل مولاي الشريف لمراني العازف الاستثنائي الذي أبهر الجميع بطريقة عزفه وتوزيعه الموسيقي، الذي تميز بالانسجام والتناسق الهارموني. خلف رحيل هذين العملاقين شرخا وفراغا لم تستطع المجموعة ملأه، فهما وهبا الحياة للمشاهب من خلال الكلمات الجميلة النافذة والألحان الخالدة.