يستقبل العديد من مطارات المملكة، منذ أول أيام شهر رمضان، أفواجا من "الفنانات"، من ضمن 500 فتاة، أصدرت في حقهن الإدارة السياحية، التابعة لوزارة الثقافة والإعلام البحرينية، مذكرة بترحيلهن إلى وطنهن الأصلي. وكشف مصدر مطلع من المطار الدولي محمد الخامس في الدارالبيضاء، ل"المغربية"، أن المطار استقبل، خلال الأسبوع الأول من رمضان، حوالي 100 فنانة قادمة من دول الخليجية، وفي مقدمتها مملكة البحرين، مشيرا إلى أن هؤلاء الفنانات دخلن التراب الوطني مصحوبات برسائل الترحيل الموجهة إليهن من قبل السلطات المحلية في بلدان الإقامة. ويأتي هذا القرار، حسب ما تداولته صحيفة "القبس" الكويتية، نقلا عن الإدارة "الشكلية"، وهي إحدى المؤسسات المخول لها التسيير السياحي في البحرين، لتسريح حوالي 500 فنانة مغربية (راقصات ومغنيات) يشتغلن في ما يفوق 100 فندق مصنف في العاصمة المنامة، مع حلول شهر رمضان الجاري. وأشارت الصحيفة سالفة الذكر إلى أن السبب الرئيسي وراء ترحيل المغربيات يعود إلى قرار انضباطي اتخذته السلطات البحرينية بضرورة ألا يعمل في الملاهي الترفيهية التابعة لفنادق البحرين سوى فنانين مؤهلين ومعتمدين، ويحملون بطاقات فنية موثقة من بلدانهم الأصلية. وشكل ترحيل "الفنانات" المغربيات إلى بلدهن الأصلي موضوع الساعة لدى أصحاب المؤسسات السياحية في البحرين، خاصة بعدما وجدوا أنفسهم أمام موقف حرج إثر الفراغ، الذي تركته هؤلاء الفنانات، اللواتي يشتغلن ما يفوق نصف مناصب العمل بهذا الصنف داخل البحرين، وعدد من دول المنطقة الخليجية. وتناقلت مجموعة من وسائل الإعلام الخليجية، أخيرا، أن تعميم فكرة ترحيل الفنانات، وفي مقدمتهن المغربيات، إلى بلدانهن الأصلية جاء تزامنا مع شهر الصيام، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى تأييد مجموعة من الجهات لهذا القرار بدوافع دينية، وأخرى تنظيمية، تتعلق بتقنين هذه المهنة في دول المنطقة. واعتبرت السلطات البحرينية قرار ترحيل الفنانات المغربيات إلى وطنهن يهدف إلى "تنظيف" السوق الفنية المحلية من الدخلاء، ومن الممارسات التي تمس الدين والعادات والتقاليد، خاصة أن عقود العمل تتوزع بين صفتين، هما "فنانة مجالسة للزبائن"، أو "راقصة مجالسة للزبائن". وتساءل مسؤول نقابي فني في المغرب، في حديث إلى"المغربية"، عن السبب الرئيسي وراء تهجير هؤلاء "الفنانات" إلى بلدان أخرى وبعدها يعاد ترحيلهن إلى بلدهن الأصلي، بدعوى أنهن لا يساهمن في الارتقاء بالفن المحلي، خاصة أن هذه الحالة تكررت أكثر من مرة، مؤكدا تخوف العديد من المهتمين من توظيف الفن المغربي في أشياء مخلة بالآداب العامة. وكانت السلطات الأردنية والإماراتية واللبنانية والسورية والبحرينية أصدرت، خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية، مذكرات مماثلة لإيقاف مجموعة من المغربيات، يمتهن حرفا بالفنادق والفضاءات الليلية، بدعوى أنهن ينتمين إلى شبكات متورطة في الدعارة، توظف مهنة الفن لتهجير مجموعة من الفتيات، منهن قاصرات.