ذكرت وزارة الصحة أنه وقع التأكد من عشر حالات إصابة جديدة بأنفلونزا (أش1 إن1 )، بين 24 و27 غشت الجاري، لدى مواطنين مغاربة قادمين من الخارج، ليرتفع عدد الإصابات المسجلة بالمغرب، إلى حدود يوم الجمعة المنصرم، إلى 134 حالة. وأوضح بلاغ صحفي، أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم الجمعة، أن الأشخاص المصابين يخضعون للعلاج بالمصالح الاستشفائية بالرباط، والدارالبيضاء، والناظور. وأفادت مصادر طبية أن الحالات كلها لمغاربة قضوا إجازتهم خارج أرض الوطن، بكل من إسبانيا، والسعودية، وجنوب إفريقيا، موضحة ل "المغربية" أن الفيروس سينتشر بشدة في فصلي الخريف والشتاء المقبلين، ولهذا يتوقع ارتفاع عدد الحالات المصابة. واعتبرت المصادر عينها أن المغرب اتخذ إجراءات جريئة للتصدي ولمواجهة الفيروس، ذلك أن المسؤولين بوزارة الصحة يجرون اتصالات مع مختبرات عالمية من أجل اقتناء اللقاح، مؤكدة أن اللقاح سيجري استيراده قريبا ليكون متوفرا، بالمجان، في الشهور الأولى من فصل الخريف المقبل، لكن بكميات محدودة ولا بأس بها، إذ ستعطى الأولوية للمعرضين أكثر لخطر الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، على أن يباع في الصيدليات للمواطنين". وأكدت الوزارة أن حالات الإصابة المؤكدة تخضع للعلاج بالمصالح الاستشفائية، التي جرت تهيئتها خصيصا لهذا الغرض، وأن 124 شخصا غادروا المستشفيات، بعدما تماثلوا للشفاء بشكل تام. يذكر أن وزارة الصحة تعمل على وضع استراتيجية جهوية للتصدي لفيروس أنفلونزا (أش1 إن1)، وتفعيل كافة الإجراءات الوقائية، تفاديا للمرحلة المقبلة لهذا الفيرورس، التي تصادف فصلي الخريف والشتاء، والتي من المحتمل أن تعرف ارتفاعا في عدد الإصابات. وأكدت الوزارة أن أطر المنظومة الصحية معبأة استعدادا للمرحلة المقبلة، لرصد مختلف وسائل التصدي وتعزيز آليات المراقبة واليقظة لاحتواء الفيروس، من خلال بلورة استراتيجية قطاعية محلية عبر تعبئة مجموع القطاعات والمؤسسات المعنية. وأوضحت أن هذه الاستراتيجية سترتكز على مخططات عمل لمنع انتشار المرض، تهم بالأساس الإدارة والتنظيم على مستوى مختلف مصالح المنظومة الصحية، وإشراك كافة القطاعات ذات الصلة، والتجهيز والإعداد لاحتواء الإصابات، في حالة حدوثها، على الصعيد المحلي، ثم التوعية والإعلام ورفع مستوى معرفة المرض وطرق الوقاية منه. وأكدت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، خلال لقاء تشاوري إخباري، نظم لتقييم المرحلة الأولى للإجراءات المتخذة لمحاربة هذا الفيروس، أن الحالة الوبائية بالمغرب لا تدعو إلى القلق، مقارنة بالوضعية على المستوى العالمي، مبرزة أن المنظمة العالمية للصحة أشادت بالتدابير الوقائية التي اتخذها المغرب بهذا الخصوص، إذ يأتي في مقدمة البلدان العربية، التي نجحت في التصدي لانتشار الفيروس، بالنظر إلى عدد الإصابات المحدودة المسجلة في المغرب، مقارنة بباقي بلدان العالم العربي. يشار إلى أن مسؤولا من منظمة الصحة العالمية ذكر، يوم الجمعة المنصرم، أن 2185 شخصا، على الأقل، في مختلف أنحاء العالم قضوا نحبهم، بسبب أنفلونزا الخنازير. وقال الناطق، غريغوري هارتل، إن هذا العدد "أقل" من العدد الإجمالي للوفيات بسبب وباء (إتش 1 إن 1). وذكر مسؤولو الصحة أنه، بينما يظل الفيروس ينتشر بسرعة، وبشكل واسع، فإن المرض غير خطير بشكل عام، كما أن معظم المصابين تماثلوا للشفاء بشكل كامل خلال أيام عدة. وأشار هارتل إلى أنه "لن يكون من الحكمة" محاولة تحديد معدل الوفيات الناجمة عن الفيروس. وقال هارتل للصحافيين، في جنيف، حيث مقر منظمة الصحة العالمية "ليس هناك طريقة يمكن من خلالها التوصل حتى لنصف التقديرات، إلى أن ينتهي الوباء". وبينما يجري إنتاج لقاح ضد الفيروس، لم تحصل، بعد، الجرعات على موافقة من السلطات. وتنجح الأدوية المضادة للفيروسات بشكل عام حتى الآن في علاج المرض. وشددت منظمة الصحة على "وجوب الاستعداد لأي مفاجأة يخبئها لنا هذا الفيروس الجديد، المتقلب الأطوار"، مضيفة "يجب أن نكون مستعدين لموجة ثانية، وحتى، كما رأينا بالنسبة لتفشي الأوبئة السابقة". ومع اقتراب فصل الخريف، تقف دول الشمال على خط المواجهة، فيما بدأ الوباء بالتراجع في المناطق المعتدلة بالنصف الجنوبي للكرة الأرضية، حيث تفشى خلال الشتاء.