مولاي إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، متهم في محكمة "المغربية" بوصفه المناخ السياسي ب"التخرميز"،ليستدرك بالقول: "لا أقول ذلك سعيا إلى إحباط العزائم وإذكاء العزوف إزاء الفعل السياسي المغربي، بل بالعكس، استعمل هذا النعت لأحث المواطنين على تحمل مسؤولياتهم ودخول حلبة المعركة السياسية، لأنهم هم الوحيدون القادرون على تغيير "المنكر"". مولاي إسماعيل، بما يمكنكم أن تصفوا لنا الجو السياسي العام الذي مرت فيه الانتخابات الجماعية الأخيرة؟ ما تميز به الجو السياسي العام خلال الانتخابات الأخيرة هو "التخرميز". وأستسمح على استعمال هذه الكلمة، لكنها بليغة في الواقع. كما لا أقول ذلك سعيا إلى إحباط العزائم وإذكاء العزوف إزاء الفعل السياسي، بل بالعكس، استعمل هذا النعت لأحث المواطنين على تحمل مسؤولياتهم ودخول حلبة المعركة السياسية، لأنهم هم الوحيدون القادرون على تغيير "المنكر". وكما يقول المثل المغربي: "اللي ضربت يدو ما يبكي". لأنه في المرحلة الحالية، التي تعرف فيها المسلسلات الانتخابية ببلادنا ممارسات بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الديمقراطية، وفي وقت يلف فيه الغموض والخلط للبعد السامي للعمل السياسي، يبدو لنا أساسيا أن ندقق منهجيتنا واقتراحاتنا، من أجل إعطاء نفس جديد للالتزام السياسي، وتأهيل مؤسساتنا التمثيلية والسياسية. إننا مقتنعون بأننا جميعا، مع المواطنين وبدعم المواطنين، سنتمكن من العمل أحسن من أجل مواجهة الفقر والإقصاء الاجتماعي والجهل، وبناء مغرب التقدم والحداثة والعدالة الاجتماعية. وهل ترى أن من واجب الصحافة أن تزعج، بعض الشيء، زعماء الأحزاب السياسية؟ ثم ما هي مؤاخذاتكم على الصحافة؟ إن واجب الصحافة لا يقتصر على إزعاج من تسمونهم بزعماء الأحزاب، لكن هذا يمثل جزءا مما يمكن أن تقوم به، وعلى هؤلاء الزعماء، بين مزدوجتين، أن لا يرفضوا ذلك، لأن النقد حتى وإن كان في غير محله فإنه مفيد ويمكّن من العثور على نقط الضعف الموجودة لا محالة عند كل واحد من بني آدم. وبالنسبة إلى مؤاخذاتك على ما ينشر على أعمدة الجرائد؟ أما المؤاخذات التي يمكن أن تكون لي على الصحافة أولا، علي أن لا أعمم، لكن أعتبر أن التسويد لأوضاعنا، السياسية والاجتماعية، لا يساعد على التقويم الموضوعي، ويمكن أن يحبط العزائم. لكن نشر مثل هذه الآراء المحبطة هو الثمن الذي على مجتمعنا أن يؤديه من أجل حرية الصحافة، التي هي جزء لا يتجزأ من حرية التعبير. إذن مرحبا بكل الآراء وبكل ما ينشر، وعلى القارئ واجب التمييز بين ما هو صحيح وما هو غير تام الصحة. كيف تتوقعون مشاركة الأحزاب السياسية في الدخول السياسي المقبل؟ وهل ترى بأنها ستحسن من صورتها في التحضير لاستحقاق 2012 المقبل؟ لن تكون تصرفات الأحزاب على الشاكلة نفسها في الدخول السياسي المقبل، على الخصوص بالنسبة إلى الأسرة السياسية التي ينتمي لها حزبي، والمقصود بها أحزاب الصف الديمقراطي التقدمي. وأعتبر أنه عند الدخول السياسي المقبل عليها أن تعمل على استخلاص العبر مما حدث خلال هذه السنوات، وبشكل أدق منذ شتنبر 2007. ومن بين هذه الدروس التي عليها أن تستخلصها ضرورة السعي الحثيث إلى توحيد الرؤى والتصورات، بدءا بتوحيد منهجية التحليل. معنى هذا أن على قوى الصف الديمقراطي أن تجتمع حول مائدة مستديرة وتعمل على بسط ممارستها السابقة التي بدأت سنة 1996 وأن تخوض في تحليل نقدي لها وأن تضع تصورا جماعيا تسير عليه من الآن سعيا إلى تقوية المكاسب وتعميقها وخدمة لمصالح أوسع لجماهيرنا. هكذا سنربح الرهان وسنكون على أتم الاستعداد لخوض معركة الانتخابات التشريعية لسنة 2012 التشريعية والظفر بها بحول الله. رفعت الجلسة للمداولة والنطق بالحكم إلى أجل غير مسمى