عاد المنتخب المغربي لألعاب القوى بخفي حنين من رحلته إلى العاصمة الألمانية برلين، بعدما عجزت مختلف الأسماء التي حظيت بشرف الدفاع عن القميص الوطني، عن الصعود إلى منصة التتويج، واكتفت جميعها بلعب دور الأرنب في تظاهرة لا وجود فيها أصلا لهذا الدور.وفي الوقت الذي كان جمهور ألعاب القوى يتوقع عودة العدائين والعداءات المغاربة ببعض الميداليات، حدثت المهزلة، ليس فقط لأن أي مشارك مغربي لم يتمكن من صعود منصة التتويج، ولكن لأن الوفد المغربي جاء على رأس قائمة المتورطين في فضيحة التعاطي للمنشطات. كانت البداية بالعداء جمال الشطبي، المتخصص في سباق 3 آلاف متر موانع، الذي جرى إبعاده من السباق النهائي، بعدما ثبت تناوله منشط محظور. واكتفى بالتعليق على الحادث بأنه كان يتناول دواء وصفه له طبيب إيطالي، ولم يكن يعلم أن الدواء يحتوي على المادة المنشطة، وهذا "عذر أقبح من زلة" لأنه يكشف جهل العداء، باعتبار أن الرياضي الذي يدافع عن القميص الوطني في المحافل الدولية، يلزم أن يكون على علم بأنواع المنشطات المحظورة، وعدم استعمال عدد من الأدوية، التي تشير مكوناتها إلى أنها تحتوي على مواد منشطة. والغريب أننا لن نسمع لحد الآن رد فعل الجامعة، علما أن الوفد المغربي إلى برلين يضم مسيرين وتقنيين وأطر طبية، وهنا نتساءل عن الدور الحقيقي لكل هذا الجيش، عندما يتورط أي عداء أو عداءة في استعمال المنشطات. ولحد الآن يبقى رد الفعل الوحيد، الذي جرى الحديث عنه، احتمال متابعة العداء الأسطورة، سعيد عويطة، الذي يعمل حاليا محللا رياضيا بقناة "الجزيرة الرياضية"، بدعوى الإساءة إلى الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، خلال حديثه عن حالة ثبوت تعاطي الشطبي مادة منشطة، وكأننا أمام مقولة "طاحت الصومعة، علقوا الحجام". وفي اليوم الختامي، جاء الدور على مريم العلوي السلسولي، التي منعها الاتحاد الدولي من المشاركة في نهائي سباق 1500 متر، بعد خضوعها لفحص مفاجئ للكشف عن المنشطات، جاءت نتيجته إيجابية. ولحد الساعة، ليس هناك أدنى رد فعل من العداءة المتورطة، كما أن المسؤولين التزموا الصمت كالعادة، وكأن شيئا لم يكن. بعد تأهيلها للسباق النهائي، تحدثت السلسولي عن المجهود الكبير الذي بذلته في سباق سريع، وعن رغبتها في التوقيع على سباق جيد، لتمكين المغرب من إحدى الميداليات "أتمنى أن تكون دورة برلين أفضل من دورة أوساكا، وأن أكون من بين المتوجات، وأمنح بلدي إحدى الميداليات، كما منحته ميدالية نحاسية في بطولة العالم داخل القاعة ( (3000م في إشبيلية)"، وهو حلم تحول بكل أسف إلى كابوس. عموما، انتهت دورة برلين، وعادت بنا 16 سنة إلى الوراء، وتحديدا إلى دورة شتوتغارت الألمانية أيضا، عندما خرجنا خاليي الوفاض. وربما كان علينا أن ننتظر هذا الحصاد، لأننا سقطنا من القمة إلى السفح بسرعة كبيرة، ويكفي أن حصاد الدورة الحادية عشرة، قبل سنتين بمدينة أوساكا اليابانية، لم يتعد ميدالية فضية واحدة، للعداءة حسناء بنحسي (800 م)، حينها لم يكن بالإمكان محاسبة المكتب الجامعي الحالي، باعتبار أنه حديث العهد بالمسؤولية، لكن بعد مرور سنتين، وبعد مواصلة التراجع، يبدو أنه آن الأوان لطرح عدد من الأسئلة.