تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، العملية الانتحارية التي استهدفت السفارة الفرنسية لدى موريتانيا في الثامن من غشت الجاري، والتي أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح. وعرض التنظيم صوراً لمنفذ العملية الانتحارية الموريتاني، مشيرة إلى أن اسمه "أبو عبيدة موسى البصري"، نسبة إلى حي البصرة في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، حيث نشأ وترعرع، وفقاً لموقع الأخبار الموريتاني المستقل. وأشار الموقع إلى أن التنظيم، الذي يقاتل حكومات منطقة الساحل، قال في بيان بثته منتديات متشددة على الإنترنت إن منفذ العملية تمكن من الوصول إلى السفارة الفرنسية "لكن حالت عوائق دون دخوله للمبنى ففجر نفسه عند بوابة السفارة مستهدفاً حرّاس الدرك الفرنسي فأصاب عدداً منهم" وفق البيان. وقال البيان إن العملية رسالة لمن وصفته ب"الطّاغية العميل ابن عبد العزيز المدعوم من قبل أسياده الصليبيّين: إنّ الاعتداءات الأخيرة والاعتقالات والتّعذيب الذي تقوم به أجهزة الظلم والقهر وأولياؤها الصّليبيّون ضدّ الشّباب المسلم الطّاهر في بلاد موريتانيا الحبيبة لن تمرّ دون عقاب" حسب البيان. وبث التنظيم صوراً للانتحاري وهو يحمل سلاحه في منطقة صحراوية يعتقد أنها قريبة من معسكرات التنظيم بالصحراء الكبرى، كما أظهرت إحدى الصور منفذ الهجوم وهو يتوسط مقاتلين آخرين بينما يظهر في خلفية الصورة شعار منظمة القاعدة. من جهته، ناشد ابين ولد زيدان، والد الانتحاري موسى ولد زيدان، قائلا إنه يريد أن يواري جثمان ابنه على الطريقة الإسلامية، بحسب موقع وكالة نواكشوط للأنباء. وقال ولد زيدان في تصريح خاص للوكالة إن السلطات الأمنية استدعته وطلبت منه التعرف على صورة ابنه موسى، وأخبرته أنه هو من نفذ الهجوم، لكنها لم تسلمه جثمانه حتى الآن، مؤكدا أن ابنه موسى وهو الثاني بين ثمانية أشقاء (أربعة أولاد وأربع بنات) غادر منزل الأسرة قبل ساعات من تنفيذه لعملية التفجير الانتحاري. من جهة أخرى أفرجت الشرطة مساء الثلاثاء الماضي عن الشقيق الأصغر للانتحاري موسى، ويدعى محمد ولد زيدان وذلك بعد أيام من الاعتقال، وقال ذووه إنه تعرض للتعذيب الوحشي أثناء التحقيق معه، وجرى تعليقه على طريقة "الجكوار" المعروفة لدى المحققين مرتين، أثناء استفساره عن شقيقه. من جهة أخرى، سحب فيلق السلام الأميركي متطوعيه من موريتانيا بسبب مخاوف أمنية بعد تصاعد أعمال العنف في البلد الواقع في غرب القارة الإفريقية. وقال ديمبا سيبيبي المسؤول بفيلق السلام "لأسباب أمنية سحبنا 45 متطوعا و14 من العاملين إلى مركز التدريب التابع لنا في السنغال." وقالت الجماعة الإنسانية التي تدعمها الحكومة الأميركية على موقعها على الانترنت إن برنامجها التطوعي سيظل معلقا إلى أن تتحسن الأحوال الأمنية. ويأتي هذا الإجراء من جانب الجماعة الإنسانية التي تعمل في موريتانيا منذ أكثر من 40 عاما بعد تصاعد أعمال العنف في المستعمرة الفرنسية سابقا والهادئة عادة التي تكافح ضد وجود القاعدة داخل حدودها. وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح في تفجير انتحاري في وقت سابق هذا الشهر بالقرب من السفارة الفرنسية في العاصمة بعد أيام من تعهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي أدى اليمين القانونية بأن يجعل محاربة القاعدة ضمن أولوياته. وقال فيلق السلام إنه يحاول مساعدة موريتانيا على تعزيز الإنتاج الزراعي ومحاربة عوامل التعرية وتعزيز البرامج الصحية والتعليمية.