أثارت مشاهد بعض من المسلسلات المغربية التي تعرض في شهر رمضان على القنوات العمومية، تظهر إحدى بطلاته تتعاطى السيجارة الإلكترونية، حفيظة أولياء الأمور وبعض المتتبعين معتبرين هذا الأمر ترويجا مجانيا لهذه المواد المضرة بالصحة مما يؤثر سلبا على المشاهدين من الفئة الحديثة السن ويشجعهم على اقتنائها باعتبارها عادة تخص الطبقة الراقية من المجتمع. وفي هذا الصدد، أعرب أحد أولياء الأمور ل"الصحراء المغربية" عن امتعاضه من مشاهد إحدى السلسلات الرمضانية تحظى بنسب متابعة عالية على قناة عمومية، تظهر إحدى بطلاته التي تجسد دور فتاة ميسورة تدخن السيجارة الإلكترونية كلما هبت رياح الغضب والحزن على مجريات حياتها، متذمرا من المقاطع المذكورة التي من الممكن أن تستميل الأطفال والمراهقين وترسخ في أذهانهم أفكارا مغلوطة تلقيهم في براثن الإدمان على هذه المواد الخطرة. واعتبرت إحدى المتتبعات، وهي أم لطفلين مراهقين، أن إظهار فتاة تدخن السيجارة الإلكترونية ك"بريستيج" من شأنه تشجيع الفتيات على تدخين هذا النوع من السجائر ليظهرن بمظهر الفتاة المتحضرة الأنيقة مما سيؤثر سلبا على صحتهن ويكلفهن ثمنا باهظا، وقالت إن هذه المشاهد لا تراعي الفئات الناشئة وسهولة انقيادها نحو سلوكات منحرفة، وأشارت إلى أن السجائر الإلكترونية أكثر ضررا من الناحية الصحية والمادية بالمقارنة مع السجائر التقليدية. بالمقابل، علقت إحدى الصفحات المعروفة على الموقع الأزرق على هذا الموضوع قائلة " إذا لم يكن أبناؤكم يعلمون شيئا عن السيجارة الإلكترونية والشيشة أو يهتمون بها، فالتلفزة العمومية ستتكفل بذلك وتجعل هذه "الموبقات" تبدو عادية ورائجة ومطلوبة، بما في ذلك لدى النساء، حتى يتطبع المتلقي مع الأمر، بل ويعتبره "كلاص" ولصيقا بالطبقة الراقية وبالتالي دليلا على الغنى والتحضر.." وفي السياق ذاته، اعتبر بوعزة الخراطي، رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن إشهار التدخين بطريقة غير مباشرة داخل إنتاجات عمومية تستهدف المواطن المغربي، أمر ممنوع باعتبار أن التلفزة فضاء عمومي والتدخين في الفضاءات العمومية مجرم قانونا. وحذر الخراطي من الترويج للسجائر الإلكترونية داخل السلسلات المغربية المتابعة من قبل الملايين خاصة في هذا الشهر الفضيل، لأن أغلب الشباب والمراهقين يتخذون من أبطال المسلسلات والأفلام السينمائية قدوة لهم يقلدونهم في عاداتهم وسلوكاتهم كيفما كانت، مما يؤثر سلبا على الأجيال الصاعدة ويخرب عقولهم ويجعلهم مدمنين على هذه المنتجات المضرة بالصحة. وأدان المتحدث ذاته في معرض حديثه المستوى الهزيل الذي وصلت إليه الإنتاجات التلفزية ونوعية الإشهار التي لا تراعي القيم والأخلاق المغربية وهدفها تحقيق الأرباح من نسب المشاهدات، داعيا جمعيات حماية المال العام التدخل لوقف ما أسماه ب"المهزلة"، معتبرا أن ما يتم بثه على بعض القنوات العمومية لا يحترم القوانين الجاري بها العمل ويروج لمنتجات تضر بالصحة مثل السجائر الإلكترونية، مشيرا إلى أن الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك تستعد لمراسلة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا" بهذا الشأن.