بعد حالة اليأس التي عاشها الفلاحون بسبب تأخر التساقطات المطرية خلال فصل الشتاء، إلا أن الأمطار الغزيرة التي عمت مختلف مناطق المملكة، كان لها وقع إيجابي على الحالة النفسية للفلاحين والمواطنين. وأنعشت التساقطات المطرية التي شهدتها مناطق جهة فاسمكناس في الفترة الأخيرة، آمال الفلاحين في تحقيق منتوج فلاحي جيد مع نهاية الموسم الفلاحي وإنقاذ عدد كبير من المزروعات خصوصا منها الربيعية. وأكد محمد مزور، المدير الإقليمي للفلاحة بإقليم صفرو، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الحالة الفلاحية بإقليم صفرو هي أكثر مستحسنة أي أكثر من المتوسط، حيث إن التساقطات مكنت من الرجوع من حالة ضعيفة جدا إلى حالة مستحسنة خصوصا بالنسبة للحبوب وأشجار الزيتون والورديات. كما أن المناطق الجبلية ستستفيد بشكل كبير من كمية التساقطات المطرية في انتعاش زراعاتها المعاشية والمزروعات الحبوبية، رغم قلة المساحات المزروعة. خاصة أن المناطق الجبلية تحافظ على الرطوبة حتى في فترات الجفاف، وهو ما جعل التساقطات الأخيرة ذات نفع كبير في المرتفعات، حسب تأكيد المصادر. وشهدت مدينة مراكش وضواحيها، بداية الأسبوع الجاري، تساقطات مطرية مهمة، اختلفت من منطقة إلى أخرى، أحيت آمال الفلاحين وكان لها وقع إيجابي سواء على القطاع الفلاحي أو من حيث تقوية الفرشة المائية، التي بدأت في النضوب بسبب توالي سنوات الجفاف وشح الأمطار وندرة المياه. كما ساهم في إنعاش هذه الآمال تفعيل البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، الذي وضعته وبلورته الحكومة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس. وفي تصريح ل"الصحراء المغربية"، أوضح أحمد الدريوش، رئيس فيدرالية الفلاحين بأولاد تايمة (تارودانت)، التي تلم أكثر من 1200 فلاح، أن التساقطات الأخيرة أنعشت آمالنا، خاصة أنها ستخفف العبء عن مصاريف الكلأ، حيث ستجد المواشي ما ستقتات عليه لأسابيع". وشدد الدريوش في إفاداته على "أنه بقدر ما حققته التساقطات من انتعاش في حقينة السدود، فإنه غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة والخصاص المتراكم من مياه سقي الضيعات نتيجة الجفاف الذي تشكو منه فلاحتنا، لكن على الأقل ستخفف التساقطات الأخيرة العبء على كلأ المواشي في الضيعات والمزارع والأراضي البورية". ويأمل الدريوش أن "يشملنا الله بلطفه وتتهاطل الأمطار على سوس ماسة، حتى نصل إلى نسبة ملء تفوق 70 في المائة، حتى نرسخ الاطمئنان الجماعي لفلاحتنا وأمننا الغذائي الآني والمستقبلي"، وفق توضيحاته.