أكد وزير التجهيز والماء نزار بركة، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أن النظام الجديد لخريطة اليقظة الرصدية على صعيد الجماعات، للمديرية العامة للأرصاد الجوية، يعد نقلة نوعية في تدبير الحالات الجوية الخطيرة على المستوى المحلي . وقال الوزير، في كلمة افتتاحية، خلال انعقاد لقاء حول تقديم خريطة اليقظة الرصدية على مستوى الجماعات، إن هذا النظام بإمكانه إطلاع السلطات العمومية على مختلف المعلومات اللازمة المتعلقة بالأحوال الجوية من خلال الإخبار المبكر، مما يسمح بتأمين التعبئة الفعالة للموارد وإعداد وإدارة الأزمات، وكذا باتخاذ القرارات الاستباقية للحد من الآثار السلبية للظواهر الجوية القصوى . ومن أجل الولوج إلى المعلومة في هذا الشأن، وضعت المديرية العامة للأرصاد الجوية رهن إشارة المستعملين والفاعلين وسائل تقنية منها تطبيق للهواتف الذكية والموقع الإلكتروني الخاص باليقظة والرسائل القصيرة. ومن مزايا هذا النظام الجديد، يضيف الوزير، كونه يقدم إنذارات جوية أوتوماتكية دقيقة على مستوى الجماعة ، وعلى مدى 3 أيام، تسمح بقراءة وإدراك محتواها بشكل سهل وسريع من خلال خرائط تتألف من أربع ألوان ( الأخضر ، والأصفر ،والبرتقالي ، والأحمر )، والتي تمثل مستويات مخاطر الطقس المرتقبة مع الإشارة إلى الظواهر الجوية المعنية بالإنذار . وفي هذا الصدد، نوه بالمجهودات المبذولة من قبل المديرية العامة للأرصاد الجوية، اعتمادا على خبرة مواردها البشرية وقدرات حواسبها المتطورة، والمتعلقة بتطوير نظام لليقظة ليرقى الى تقديم توقعات وخريطة اليقظة على مستوى الجماعة بدلا من الإقليم أو العمالة ، وذلك بشراكة مع مديرية تدبير المخاطر الطبيعية والمديرية العامة للوقاية المدنية والمديرية العامة لهندسة المياه . وأبرز أن نظام اليقظة ، الذي وضعته المديرية العامة للأرصاد الجوية بشراكة مع مختلف الفاعلين ، ابتداء من سنة 2018 ، حقق نجاحا ملموسا في تدبير الحالات الجوية القصوى، حيث أضحت خريطة اليقظة معروفة لدى مختلف الفاعلين وكذا وسائل الإعلام والمواطنين . وفي سياق متصل أكد أن المديرية العامة للأرصاد الجوية وضعت مخططا استراتيجيا طموحا يسعى إلى جعل المغرب في كامل جاهزيته للحد من آثار المخاطر الطبيعية، مشيرا إلى أن هذا المخطط يرتكز أساسا على معرفة وتوقع مخاطر الطقس والمناخ وتقديم خدمات تعتمد على الابتكار والتنافسية من أجل اتخاذ القرار. وخلال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة العديد من الفعاليات بالقطاع، تم التذكير أيضا بانعكاسات ومخاطر الأحوال الجوية والبحرية التي أصبحت تتفاقم بشكل ملحوظ بفعل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، حيث تستلزم المزيد من اليقظة الدائمة مع ضرورة الانتقال من مفهوم إدارة الأزمات القائم على رد الفعل إلى مفهوم إدارة معرفة المخاطر المعتمدة على التوقعات العلمية الاستباقية. كما تم أيضا التنويه بما تقوم به المديرية العامة للأرصاد الجوية من دور رئيسي في إدارة مخاطر الطقس والمناخ، حيث تسهر على إصدار نشرات جوية يومية ونشرات إنذارية كلما تعلق الأمر بتوقع حدوث حالة جوية خطيرة ، وذلك طبقا لمهامها المتمثلة في المساهمة في الحفاظ على الأرواح والممتلكات. وتخللت فقرات برنامج هذا اللقاء التواصلي ، زيارة الوزير والوفد المرافق له لكل من مركز البيانات DATA–CENTRE، وقاعة التوقعات الجوية، وقاعة الأرشيف المناخي للاطلاع على طبيعة خدماتها التي تستجيب لما تقتضيه التطلعات المستقبلية، فضلا عن تقديم عروض تهم أساسا التوقعات واليقظة الرصدية على مستوى الجماعة ، وكذا تطبيقات الهواتف الذكية المعتمدة في هذا الصدد لاستقاء المعلومات.