خاضت مختلف قطاعات النقل الطرقي التابعة للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية وطنية إنذارية نددت من خلالها ب"الغلاء التصاعدي غير المسبوق لمادة الكازوال". وحمل المهنيون المحتجون مجموعة من الشعارات دعووا من خلالها الحكومة إلى إعمال صندوق المقاصة لتسقيف ودعم أسعار المحروقات. وقال مصطفى شعون، الأمين العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط إن جميع الأجهزة الوطنية في قطاعات النقل التابعة للمنظمة نفذت الوقفة الاحتجاجية السلمية من التاسعة صباحا إلى الثانية عشر ظهرا، في احترام تام لكل القرارات التي وجهت إليها، ومن ضمنها الحرص على عدم عرقلة حركة السير. وأضاف شعون، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الوقفة توحدت تحت مطلب واحد، ندد من خلاله المهنيون بالغلاء التصاعدي لمادة الكازوال، داعين الحكومة للتدخل في القريب العاجل لإيجاد الحلول المناسبة لحل هذه الأزمة، خصوصا وأن الارتفاع سيتواصل مع اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، بحيث تجاوز أمس سعر البرميل 110 دولار، مما يؤشر على أن غلاء أسعار المحروقات سيتواصل إذا لم تتحرك الحكومة. كما أعلن أن الوقفة عرفت نسبة نجاح كبيرة، بعد تسجيل مشاركة قدرت بنسبة 90 في المائة، غطت كل جهات المملكة عبر الأجهزة الوطنية لمتخلف التمثيليات النقلية التابعة للمنظمة، التي لبت نداء الوقفة، واحتجت في محطات ومواقف اشتغالها. وبحسب مصطفى شعون، فإن الحكومة مجبرة اليوم أمام الوضع الدولي المتوتر، والاحتقان الشعبي الحاصل، للتدخل من أجل الحد من ارتفاع أسعار المحروقات التي من شأنها أن تزيد من ارتفاع الأسعار المواد الاستهلاكية والمواد الغذائية، وتحد من تنقل المواطنين، وتؤثر بشكل سلبي على شريحة كبيرة تقدر بحوالي 400 ألف مهني يشغلون في قطاع النقل الطرقي، ومكتوون بهذا الغلاء. وذكر أن المنظمة تنتظر تجاوب رئيس الحكومة مع هذه الوقفة الإنذارية، معربا عن ثقته في مؤسسة رئاسة الحكومة، خصوصا وأن رئيس الحكومة وعد خلال اجتماع الأغلبية بكونه سيعقد لقاءات مع مهنيي النقل، قصد التخفيف من حدة هذه الارتفاعات، وإيجاد حلول لها. ولفت القيادي النقابي الانتباه إلى أن الوقفة الاحتجاجية الإنذارية السلمية جاءت من أجل لفت الانتباه إلى الضرر الحاصل، مجددا دعوته إلى الحكومة للتجاوب السريع مع مطالبها لإنصاف هذه الشريحة المتضررة، حتى لا يتم فتح الباب أمام أي زيادة عشوائية يرفضها المهنيون، ومن شأنها أن تخلق احتقانا اجتماعيا نحن في غنى عنه. من جهة أخرى، نبهت المنظمة، في بلاغ لها، إلى أن الارتفاع المهول والغير مسبوق للمحروقات، يؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين وكل القطاعات الإنتاجية، كما أن له انعكاسات على قطاع النقل الطرقي، باعتبار مادة الكازوال مكون أساسي في تحديد تكلفة النقل الطرقي للبضائع والمسافرين. وأكدت المنظمة أن الارتفاع الصاروخي وغير المسبوق أثر بشكل مباشر منذ عدة أشهر على مردودية القطاع والعاملين به من مقاولات نقلية صغيرة ومتوسطة وسائقين مهنيين. كما نددت في البلاغ ذاته ب"صمت الحكومة وعدم تدخلها لإيجاد حلول لدعم ومواكبة مهنيي النقل الطرقي المتكوون بنار الزيادات المتتالية للمحروقات، وتجاهل محضر اجتماع المهنيين بوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك واماء سابق، الموقع بتاريخ 1 أكتوبر 2018، والقاضي بدعم المهنيين في مادة الكازوال".