أتى حريق شب قبل مغرب أمس الثلاثاء، بسوق "الرصيف"، على جل المحلات الشعبية المتخصصة في بيع "الخليع" والخضر والفواكه واللحوم. وخلف الحريق الذي تجهل لحدود الساعة الأسباب الحقيقية لإندلاعه، خسائر مادية مهمة في محلات السوق الشعبي تجاوزت حسب الحصيلة الأولية حوالي 80 في المائة، بحسب ما وصفه متضررون من الحريق، الذي حدث بشكل فجائي استنادا للمصادر ذاتها. وكشفت المعاينة الأولية للسوق الشعبي الذي يقع في الجانب المحاذي لمدخل ساحة "الرصيف" التاريخية، وبجوار ساحة "سيدي العواد" (مقاطعة فاسالمدينة)، عن خسائر مادية مهمة في حوالي 40 محل تجاري بالسوق، وذلك دون تسجيل أي خسائر في الأرواح، إذ فور اندلاع الحريق غادر باعة وتجار السوق محلاتهم خوفا من الحريق، والشيء نفسه بالنسبة لسكان المنازل المجاورة للسوق الشعبي. ورجحت مصادر من مكان الحادث أن يكون تماس كهربائي هو السبب في اندلاع الحريق بالسوق الشعبي، الذي يعرف حركة تجارية مستمرة للساكنة المجاورة، كما تنشط به الحركة التجارية خلال شهر رمضان وفترات الأعياد والمناسبات. وفور علمها بالحادث، تعبأت مصالح الوقاية المدنية على وجه السرعة إلى مكان الحادث من أجل إخماد ألسنة النيران الملتهبة التي شوهدت من أماكن بعيدة من المدينة القديمة، كما هبت العناصر الأمنية والسلطات المحلية إلى عين المكان لمساعدة الوقاية المدينة في إخماد الحريق وفرض طوق بشري ومنع المرور من وإلى مكان الحادث، الذي تمت السيطرة عليه في حوالي الساعة التاسعة من مساء اليوم نفسه. وحلَّ والي جهة فاسمكناس عامل عمالة فاس، سعيد زنيبر على وجه السرعة بمكان الحادث للوقوف على سير عملية محاصرة وإطفاء النيران الملتهبة التي ساهم في إشعالها أكثر قدم المحلات التجارية المستندة في البناء على الخشب. وسادت خلال وقت اندلاع الحريق موجة من الخوف والقلق من امتداد الحريق إلى أحياء مجاورة قريبة من السوق، حيث أن الطابع التقليدي للمدينة القديمة فرض وجود منازل ورياضات (منازل سياحية) تلتصق بعضها ببعض، إلا أن الوقاية المدينة عملت بسرعة كبيرة لمحاصرة النيران المشتعلة ومنعها من الانتقال إلى المنازل المجاورة. وسادت في الوقت نفسه الحسرة والأسف في نفوس تجار سوق "الرصيف" الذين عبروا في تصريحات إعلامية عن تضررهم من الجائحة فيما عمق الحادث الفجائي من معاناتهم، آملين في توفير دعم لإنقاذهم وأسرهم، ورصد اعتمادات مالية لإعادة تهيئة السوق من جديد. هذا وفتحت السلطات الأمنية تحقيقا لمعرفة الأسباب الحقيقة لإندلاع الحريق بالسوق الشعبي الذي يشكل مورد دخل عشرات من الأسر.