ناصر جبور: اقتراب النشاط الزلزالي من اليابسة جعل المواطنين يشعرون ببعض الهزات ونتوقع استقرار الوضع خلال الأيام المقبلة زرع تسجيل 3 هزات أرضية بقوة تراوحت بين 4.3 و5.4 درجات على سلم ريشتر، اليوم الخميس، الرعب في أوساط سكان بعض المناطق في الحسيمة وإقليم الدريوش، بعدما شعروا بها، خصوصا أن النشاط الزلزالي بالمنطقة انتقل نسبيا من عرض البحر واقترب من اليابسة، خلال الأسبوع الجاري. وأعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء أن الهزة الأرضية التي بلغت قوتها 5.4 درجات على سلم ريشتر، وحدد مركزها في جماعة آيت يوسف أو علي، بإقليم الحسيمة، وقعت على الساعة الثانية صباحا و54 دقيقة و26 ثانية (توقيت غرينيتش+1). كما جرى رصد هزتين أرضيتين، بإقليم الدريوش، بلغت قوة الأولى 4.7 درجات، وحدد مركزها بجماعة تروكوت، في حين وصلت قوة الثانية إلى 4.3 درجات، وحدد مركزها بجماعة إجرماوس. وأوضح ناصر جبور، رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، أن تزايد النشاط الزلزالي خلال الأسبوع الجاري، جعله ينتقل نسبيا من عرض البحر إلى اليابسة، وبالتالي اقتربت البؤر من المواطنين. وأضاف جبور، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن النشاط الزلزالي ما يزال مستمرا بالمنطقة، مشيرا إلى أن المواطنين لا يشعرون بالهزات الخفيفة، لكن إذا تجاوزت القوة 3.5 درجات على سلم ريشتر، يحسون بها ويبادر البعض منهم إلى الاتصال بالمعهد للاستفسار عن الوضعية، وطلب معلومات حول الحالة الزلزالية بالمنطقة. كما تحدث، أيضا، عن اتصال السلطات المحلية بالمناطق المعنية بدورها بالمعهد لطلب معلومات حول الوضعية، من أجل اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة. وأكد رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء أن هزة 5.4 تبقى نسبيا مرتفعة مقارنة مع باقي الهزات المسجلة، موضحا أن النشاط الزلزالي كان في حدود 4 درجات، قبل أن يتجاوز معدل 5 درجات. وسجل كذلك تزايد في قوة الهزات، متمنيا أن تكون هزة 5.4 آخر هزة قوية في سلسلة أسراب الزلازل، التي تشهدها المنطقة، وتعود بذلك الهزات إلى الانخفاض والاستقرار في نسب تتراوح بين 3.5 و4. كما توقع ناصر جبور عودة الهدوء إلى المنطقة، بعد نشاط زلزالي استثنائي بالمنطقة امتد طيلة سنة، مشددا على أنه كان يسجل في عرض البحر، قبل أن يقترب نسبيا خلال الثلاثة أيام الأخيرة من اليابسة، ما جعل سكان بعض المناطق يشعرون بالهزات، خصوصا إذا سجلت خلال فترة الليل، حيث يسود الهدوء. وذكر أن فرق المعهد رصدت صباح أمس الخميس استمرار الهزات الصغيرة التي يتجاوز معدلها 35 هزة يوميا، وتنتظر مرور 24 ساعة، لتكوين صورة حول الوضعية التي سيعرفها النشاط الزلزالي بالمنطقة خلال الأيام المقبلة. كما سجل جبور لأول مرة ظهور أسراب للزلازل لفترة طويلة بالمغرب بهذا الشكل، مثيرا الانتباه إلى أن الأسراب كانت تظهر لمدة أسبوع، وربما تمتد لفترة شهر ثم تنتهي، لكن في هذه المنطقة فهي مستمرة منذ أشهر، وهي حالة استثنائية. وبحسب المسؤول ذاته، فإن هذا النشاط يدل على وجود تشوهات عميقة في المنطقة، مضيفا أن المعهد كان يسجل فقط حدوث زلازل سطحية وليست عميقة، قبل أن يرصد الآن هزات نسبيا أعمق تمتد لأزيد من 30 كلم، ما يدل على حدوث تشوه للقشرة الأرضية على أعماق مختلفة، وليس بشكل سطحي فقط. يشار إلى أن المعهد الوطني للجيوفيزياء سجل تزايد النشاط الزلزالي بمنطقتي الدريوش والحسمية خلال الأسبوع الجاري، بحيث ارتفع عدد الهزات المسجلة يوميا من 20 هزة إلى 35 هزة في عرض البحر.