سجل المعهد الوطني للجيوفيزياء تزايد النشاط الزلزالي بمنطقتي الدريوش والحسمية، بحيث ارتفع عدد الهزات المسجلة يوميا من 20 هزة إلى 35 هزة في عرض البحر، بلغت لحد الآن في أقصى درجاتها 4 على سلم ريشتر. وقال ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، إن المنطقة عرفت تغيرا نسبيا في النشاط الزلزالي ابتداء من ليلة الاثنين- الثلاثاء، بحيث انتقلنا من تسجيل 20 هزة إلى 35 هزة كمعدل يومي. وأشار جبور، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، إلى حدوث هذا التحول على مستوى النشاط بالمنطقة أيضا خلال الأشهر الفائتة، بحيث كانت تعرف انخفاضا، قبل أن يعود مستوى النشاط إلى الارتفاع، مبرزا أنه جرى رصد هذه المتغيرات حوالي 6 مرات خلال السنة الجارية. وبالنسبة لقوة الهزات، أكد ناصر جبور ارتفاع قوتها، إذ في ظرف 7 ساعات من يوم أمس الثلاثاء شعر سكان بعض المناطق في الحسيمة والدريوش ب4 هزات (هزتان بقوة 4 درجات، واحدة بقوة 3.4، وأخرى بقوة 3.8 درجات على سلم ريشتر). وبحسب رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، فإن معدل 4 درجات يكون محسوسا، خصوصا إذا سجلت الهزات خلال فترة الليل، حيث يسود الهدوء. وذكر أن هذه الهزات هي استمرارية للنشاط الزلزالي بالمنطقة، والذي جاء في شكل أسراب زلازل، تكون مستمرة، ولا تسجل فيها هزة رئيسية أو كبيرة، بل هي عبارة عن هزات متماثلة. وسجل جبور لأول مرة ظهور أسراب للزلازل لفترة طويلة بالمغرب بهذا الشكل، مثيرا الانتباه إلى أن الأسراب كانت تظهر لمدة أسبوع، وربما تمتد لفترة شهر ثم تنتهي، لكن في هذه المنطقة فهي مستمرة منذ أشهر، وهي حالة استثنائية. وبحسب المسؤول ذاته، فإن هذا النشاط يدل على وجود تشوهات عميقة في المنطقة، مضيفا أن المعهد كان يسجل فقط حدوث زلازل سطحية وليست عميقة، قبل أن يرصد الآن هزات نسبيا أعمق تمتد لأزيد من 30 كلم، ما يدل على حدوث تشوه للقشرة الأرضية على أعماق مختلفة، وليس بشكل سطحي فقط. وقال ناصر جبور "في فترة من الفترات وصلنا إلى تسجيل أزيد من 40 هزة يوميا، ثم تراجع العدد، لذا يجب انتظار ما ستسفر عليه عمليات المراقبة خلال الأيام المقبلة، لمعرفة هل سينخفض معدل الهزات أم لا". وتحدث رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء عن تسجيل هزات خفيفة في مناطق أخرى، لكن قوتها تبقى ضعيفة، وأقل بكثير من تلك المسجلة بمنطقتي الدريوش والحسيمة، بحيث لا يشعر بها المواطنون. وخلص إلى أن الهزات المحسوسة هي التي تسجل في عرض البحر، لكن قوتها تبقى أقل مقارنة مع سابقاتها باعتبار أنها لم تعرف تسجيل هزة كبيرة أو مركزية، مشددا على أن المعهد يتابع وضعية النشاط الزلزالي عن طريق أجهزة الرصد. وكان المعهد الوطني للجيوفيزياء أعلن تسجيل ثلاث هزات أرضية ليلة الاثنين-الثلاثاء بإقليميالحسيمة والدريوش، تراوحت قوتها ما بين 3.8 و4 درجات على سلم ريشتر. وأوضحت الشبكة الوطنية للمراقبة والإنذار الزلزالي، التابعة للمعهد، أن الهزة الأولى التي كانت بقوة 3.8 درجات على سلم ريشتر، حدد مركزها بعرض ساحل إقليمالحسيمة سجلت على عمق 19 كلم. وأشار إلى أن الهزة الثانية التي بلغت قوتها 4 درجات على سلم ريشتر حدد مركزها بعرض إقليم الدرويش. أما الهزة الثالثة، فبلغت قوتها 4 درجات على سلم ريشتر وحدد مركزها بعرض إقليم الدرويش. وسجل المعهد الوطني للجيوفيزياء، أيضا، هزة أرضية بلغت قوتها 3.8 درجات على سلم "ريشتر"، أمس الثلاثاء، بإقليم الدريوش.