بدأ التقيد بحرص أكبر بالتدابير الاحترازية والالتزام بتفعيل الاحتياطات الاحترازية تجنبا لتفجر بؤر وبائية يعود ليشق طريقه مجددا بمجموعة من الفضاءات في ظل المستجد الصحي المقلق المتمثل في تسجيل أول حالة إصابة متحور "أوميكرون" في المملكة، وتصاعد أرقام العداد الوطني للإصابات ب(كوفيد-19)، في الأسبوعين الأخيرين. فمع توالي تأكيدات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على أخذ الحيطة والحذر ودعوتها إلى الرجوع السريع والآني إلى تطبيق الإجراءات التي أثبتت نجاعتها في منع تفشي الفيروس، أمام التراخي المسجل أخيرا، برزت مؤشرات، في الساعات الماضية، على استئناف التفاعل، بشكل إيجابي، مع المقاربة الاحترازية القائمة، وذلك بتجديد العمل بآليات وقائية، ومنها نمط "التعليم عن بعد" وارتداء الكمامة بشكل سليم، واحترام مسافة الأمان، في توجه أضحى ضروريا ويدعم حزمة القرارات المتخذة لتفادي حدوث انتكاسة صحية، قد تعيدنا إلى المربع الأول في مواجهة الجائحة، وهو ما تكافح السلطات العمومية لتجنبه، حتى لا تضطر إلى خيارات أصعب، غير تعليق الرحلات المباشرة تجاه البلاد، نتيجة التي تعقيد الذي يطرح تراجع الإقبال على التلقيح، والتي تبقى أكثرها إثارة للقلق "الإغلاق". وذلك ما سار عليه المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، إذ أعلنت إدارته، بحر الأسبوع الجاري، عن اضطرارها لاعتماد هذا النظام من التعليم لمدة أسبوع، بعد تسجيل إصابات في صفوف طلبة. ويتعلق الأمر، حسب ما أكده مدير المعهد عبد الرزاق الزاهر، بثلاثة حالات تأكدت بعد خضوعهم لاختبارات الكشف عن الفيروس، مشيرا إلى أن حالتهم مستقرة وليست لديهم أي تعقيدات صحية. وأوضح عبد الرزاق الزاهر، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أنه، مباشرة بعدما علمت إدارة المعهد بهذه الحالات إثر إخطار طالبتين بإيجابية نتيجة فحصهما، تقرر اتخاذ هذا الإجراء الاحتياطي خوفا من تفجر بؤرة، مبرزا أنه، باستثناء الحالات الثلاثة، لم تسجل أي إصابات أخرى في صفوف طلبة المعهد البالغ عددهم 150. وأكد أن نمط التدريس الحضوري بالمعهد سيستأنف الاثنين المقبل، نافيا ما راج حول وجود بؤرة وبائية بالمؤسسة المذكورة. هذا التعاطي بمسؤولية مع توجيهات السلطات العمومية والصحية للمحافظة على المكتسبات المحققة في هذه المعركة الصحية الشرسة، لم يغب عن فضاءات أخرى، وهو ما رصدت مظاهره في قطاع المقاهي والمطاعم، في وقت بات "العمل عن بعد" مطروحا للتداول في مقرات مهنية. فقد سارع أرباب مجموعة من هذه المقاهي والطاعم إلى العودة إلى تشديد فرض الالتزام بالتدابير الاحترازية، سواء على المستخدمين أو الزبناء، تحسبا من مواجهة شبح حدوث بؤر، خاصة في ظهور المتحور الجديد بالمملكة، قد تزيد الوضع تعقيدا، وتضعهم في مرمى سيناريوهات إجرائية لا طاقة لهم على تحمل أعبائها المالية. وبهذا الخصوص، قال محمد عبد الفضل، منسق الكونفدرالية المغربية لمهن المطعمة والكاتب العام للفيدرالية المغربية للمقاهي والمطعمة السريعة، إن "هناك عددا مهما من هذه الفضاءات جدد العمل بالبروتكول الصحي، وذلك انخراطا منهم في المجهودات المبذولة لتفادي وقوع انتكاسة وبائية"، مشيرا إلى أن التطورات المستجدة تفرض ذلك للمصلحة العامة، و"حتى لا نجد أنفسنا أمام سيناريوهات نحن في غنى عنها". وأضاف محمد عبد الفضل، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، "وصلنا اليوم إلى مرحلة لدينا فيها من الإمكانيات الكثيرة لمواجهة الجائحة، وما علينا إلا المساعدة على توظفيها تجنبا لتبعات قاسية على القطاع، والاقتصاد ككل"، ليمضي، بعد ذلك مفسرا، "هناك العديد من الآليات متوفرة للمحافظة على المكتسبات، والمطلوب حاليا هو الالتزام بالإرشادات والتوجيهات والامتثال للتعليمات، ومنها المشاركة بكثافة في الحملة الوطنية للتلقيح لأن ذلك هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة بأخف الأضرار". وزاد موضحا "القطاع لم يعد يتحمل إغلاقا جديدا بعد سنتين من التداعيات الثقيلة الوباء"، مضيفا "لهذا الكل مطالب بالتفاعل إيجابا مع النداءات الصادرة لرفع درجة الحيطة والحذر بتفعيل العمل التدابير الاحترازية". ويطرح التراجع الكبير في الإقبال على التطعيم تعقيدا كبيرا أمام الخطة الوقائية المتبعة للتصدي للتقلبات الوبائية المتواصلة، ما يدفع السلطات العمومية للاضطرار إلى فرض المزيد من الإجراءات المشددة لتقليل احتمالات حدوث موجات جديدة.