أكد شوقي الجيراري، المدير العام للفدرالية البيمهنية لتربية الدواجن، أن أسعار الأعلاف المركبة المعتمدة في إنتاجها على نسبة كبيرة من المدخلات المستوردة تواصل ارتفاعا غير مسبوق، خاصة مادتي الصوجا والذرة اللتين قفزت أسعارهما بين 40 و50 في المائة. وعزا الجيراري في تصريح ل "الصحراء المغربية" هذا التصاعد المستمر إلى التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية، وارتفاع كلفة الشحن البحري، التي تضاعفت بحوالي 6 مرات، مشيرا إلى أن المغرب يستورد هذه المدخلات عادة من أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية. وأفاد أن هذه العوامل تمثل السبب الرئيسي والوحيد في ارتفاع الكلفة، ما يدفع بأسعار المنتوج النهائي إلى ما هو عليه حاليا، واعتبر الجيراري أن هذه المعادلة تؤثر على المستهلك بشكل كبير، كما تنعكس على المنتجين الذين يتأثرون بتقلص الطلب وهو ما يكلفهم في بعض الأحيان خسائر فادحة. وعن أسعار الدجاج بضيعات الإنتاج، قال المتحدث إنها تتراوح ما بين 11.50 درهما و12 درهما، أما سعر البيع النهائي بالأسواق، فأوضح أنه خاضع للعرض والطلب، لكن أشار إلى أن الأسعار تسير نحو الانخفاض منذ شهر، مقابل الارتفاعات التي سجلت قبل شهرين. ولاحظ شوقي الجيراري أن إشكالية التقلبات المتتالية لأسعار مدخلات الأعلاف المركبة تمارس نوعا على الضغط على هذا القطاع وتزج به في نوع من عدم وضوح الرؤية. وللاقتراب أكثر من وضع مربي الماشية الصغار، أفاد عبد الجليل كورامي، فلاح ورئيس جمعية السعادة للتنمية القروية بمنطقة المزامزة الجنوبية إقليمسطات، أن الظرفية الحالية تعتبر حرجة لمربي الماشية الصغار، وقال "لم يصبح بإمكاننا شراء الأعلاف المركبة نتيجة ارتفاع أسعارها، وأرى أن الأمر يتطلب تدخلا من الوزارة الوصية لدعم الشركات التي تنتجه وتفرض عليها في نفس الوقت خفض أسعارها في الأسواق". وتابع كورامي في تصريح ل "الصحراء المغربية" موضحا أن غياب التساقطات المطرية في الآونة الأخيرة دفع بالعديد من مربي الماشية إلى التخلص من قطعانهم الصغيرة بأبخس الأسعار أمام نفاد كل السبل للحفاظ عليها. ولإبراز ملامح هذه الأزمة أشار إلى أن ثمن القنطار الواحد من مادة "السيكاليم" يبلغ 400 درهم، أما النخالة ف 40 كلغ يساوي 120 درهما، في حين قفزت أسعار الذرة والشمندر والبرشام إلى مستويات تعجيزية بالنسبة للمربين الصغار. عبد العالي رامو، الكاتب العام للاتحاد العام للمقاولات والمهن، اعتبر أن غلاء المواد الأولية ارتفع عالميا بشكل فادح، وأن تداعياته انعكست على الأسعار المحلية للحوم الحمراء ولحوم الدواجن كما يحدث بباقي البلدان، وللتقليص من حدة هذه الإكراهات دعا إلى التعجيل بدعم الدولة لشركات إنتاج الأعلاف المركبة وتطبيق سعر عمومي لهذه الأعلاف حتى يستفيد الجميع منها. وحول واقع أسعار مواد علف الماشية بالبوادي، أكد محمد الحميدي، فلاح من منطقة سطات، أن الأسعار أصبحت "خيالية"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن سعر الكلغ الواحد من الشمندر يبلع 4.20 دراهم، وأن هذا الثمن المطبق في جهة الدارالبيضاء سطات يرتفع حسب الكيلومترات التي يقطعها من ينقل هذه المواد، في حين أن ثمن "الفصة" يبلغ 70 درهما ل "البالة" الحزمة، والشعير ما بين 3 و3.50 دراهم للكلغ الواحد، والتبن ما بين 20 و25 درهما للحزمة، وأضاف أن هذا الغلاء ترتب عنه انهيار في أسعار المواشي بالأسواق وتكبد المربين الذين قاموا بتسمين مواشيهم خسائر كبيرة. ويرى متتبعون أن هذا السياق التصاعدي لأسعار المواد الأولية للإعلاف المركبة بالأسواق العالمية ستستمر تداعياته الحتمية على تكاليف الإنتاج على مستوى جميع سلاسل الإنتاج الحيواني الدواجن والبيض والمواشي، وأن أي انفراج رهين بتوازنات بعيدة في موازين البلدان المنتجة لها.