رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية يؤكد ل"الصحراء المغربية" بناء نواة أولى للشراكة بين الأطباء المغاربة والأطباء الليبيين بهدف تقاسم التجارب الطبية على هامش المؤتمر 37 للجمعية تختتم اليوم، السبت، أشغال المؤتمر الطبي الوطني 37 للجمعية المغربية للعلوم الطبية بالتزامن مع عقد الملتقى الطبي المغربي الليبي الأول، الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء على مدى يومين، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة مجموعة من الفاعلين في الحقل الطبي، من أطباء وأساتذة الطب الباحثين وسفير ليبيا في الرباط ومسؤولين عن وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي وفاعلين آخرين من مجال الصحة. وعرفت أشغال المؤتمر تقديم 900 بحث للباحثين الشباب، تدارستها لجنة علمية، يراهن عليها لتعزيز التكوين المستمر للأطباء في مرحلة التكوين، إلى جانب مناقشة مجموعة من المواضيع الطبية ذات الراهنية، في مقدمتها تدبير جائحة كوفيد19 وأهمية الحملة الوطنية للتلقيح. وفي هذا الصدد، دعا الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، في حديث ل"الصحراء المغربية"، غير الملقحين بشكل كامل إلى أخذ جرعاتهم والاستفادة من الجرعة الثالثة التعزيزية لتحقيق المناعة الجماعية في المغرب، لا سيما في ظل ظهور المتحورات الجديدة لتفادي التعرض للحالات المستعصية، إذ أن 17 في المائة من الوفيات جراء الإصابة بمضاعفات كوفيد في المغرب، خلال الموجة الأخيرة، سجلت وسط الأشخاص الذين مر على تلقيحهم بالجرعة الثانية أكثر من 6 أشهر. وذكر عفيف بريادة المغرب في مجال توفير اللقاحات المضادة لكورونا بكميات كافية، مع استعداده لتبوء مكانة رائدة على صعيد القارة السمراء في مجال صناعة اللقاحات المضادة لكوفيد19، يناير المقبل. وشكلت أشغال المؤتمر الطبي، بناء النواة الأولى للشراكة بين الأطباء المغاربة والأطباء الليبيين، بهدف تقاسم التجارب والمعارف والدفع بعجلة الصداقة بين المملكة والدولة الليبية في المجال الطبي، يقول عفيف. وفي هذا الصدد، نوه كل من الدكتور بهاء الدين مصطفى بن محمود، الملحق الصحي بالسفارة الليبية في المغرب والدكتور عبد الرحمان محمد فرارة، عن الملحقة الصحية بالسفارة الليبية في الرباط، بعقد الملتقى الليبي المغربي الأول للتعاون المشترك بين الدولتين، لما يتيحه من فرصة التعرف على التجربة المغربية في تدبير جائحة كوفيد19 ومناقشة الوضع الوبائي لكورونا في البلدين، مع الاستفادة من التجربة الميدانية للمغرب التي جعلته يتبوأ مكانة رائدة في مجال تدبير الجائحة وتوفير اللقاحات وتحقيق تغطية مهمة بالتلقيح ضد كوفيد على صعيد القارة الافريقية واحتلاله مرتبة مشرفة بين العديد من دول العالم التي كانت سباقة إلى التلقيح. ومن نتائج اشغال اللقاء تشكيل اللجنة الليبية للعلوم الطبية. بخصوص الوضعية الوبائية لكوفيد19 في المغرب، شدد البروفيسور مولاي الطاهر العلوي، رئيس اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد19، في تصريح ل"الصحراء المغربية" على أهمية أخذ الجرعة الثالثة لتعزيز المناعة ضد كورونا ومتحوراتها، لما بينته التجارب العلمية من تراجع المضادات الجسمية بعد مرور 6 أشهر على أخذ الجرعة الثانية، لا سيما لدى الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة وضعاف المناعة. الدعوة نفسها شدد عليها البروفيسور كمال المرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمراض التعفنية والمعدية بالمستشفى الجامعي ابن رشد في البيضاء، خلال مداخلته في أشغال المؤتمر، على الجمع بين احترام التدابير الاحترازية والتلقيح والاقبال على الحقنة الثالثة، لتعزيز المناعة وخفض الإصابات بالفيروس وتفادي الوفيات وسط المصابين بالأشكال الخطيرة. وأكد رهان المجتمع العلمي على مجموعة من اللقاحات الواعدة، التي ينكب مجموعة من الباحثين على دراستها، منها التلقيح عبر الأنف، الذي ينتظر منه خفض انتقال العدوى بالفيروس، لما تعطيه من مناعة أكبر على مستوى جهاز الانف والحنجرة والانف، في سياق ما كشفت عنه المتحورات الجديدة من إضعافها لنجاعة اللقاحات الحالية، بينما يتهدد البشرية ظهور أوبئة اخرى مرتبطة بكوفيد، يضيف المرحوم الفيلالي. تجدر الإشارة إلى أن أشغال المؤتمر ناقشت أيضا، لموضوع الحماية الاجتماعية وموقع المجال الصحي في النموذج التنموي الجديد، إلى جانب تدارس العلاجات الأولية الطبية، في مقدمتها برنامج التلقيح ومتابعة الضغط المرتفع والسكري وبروتوكولات علاجية للسكري والتعفنات عند حديثي الولادة والعمليات القيصرية عند الحوامل.