اضطر المئات من السياح الأجانب، الذين كانوا يقضون عطلهم بمدينة مراكش، إلى قطعها قبل نهايتها، على إثر قرار المملكة المغربية إغلاق مجالها الجوي في وجه حركة الطيران الدولية، لدرء خطر تسلل متحور فيروس كورونا "أوميكرون"، والبحث عن تذكرة سفر ضمن إحدى الرحلات الأخيرة التي ستغادر مطار مراكش-المنارة، والتي كان أغلبها عبر العاصمة الفرنسية باريس. وأدى قرار المغرب تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعيين، إلى إلغاء العشرات من الرحلات من قبل شركات النقل الجوي، واضطر كل من ألغيت رحلته الذهاب إلى مطار مراكش-المنارة الدولي، أملا في إيجاد رحلة جوية، ما جعل قيمة التذاكر المطروحة تضاعف ثمنها بشكل كبير. وتزامن القرار مع اقتراب الاحتفال بأعياد الميلاد ونهاية السنة، التي تشهد عادة توافد أعداد كبيرة من السياح الأجانب وفي مقدمتهم السياح الفرنسيين، ما ينذر بتعميق أزمة القطاع السياحي المتضرر أصلا من تداعيات الجائحة. وأكد فانسون سائح بلجيكي في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن عطلته كانت من المقرر أن تنتهي يوم الثلاثاء 30 نونبر المنصرم، إلا إنه مع التدابير الاحترازية التي اتخذها المغرب، اضطر إلى الانتقال إلى مطار مراكش-المنارة الدولي بحثا عن تذكرة سفر جديدة، عبر رحلة جوية في اتجاه العاصمة الفرنسية باريس، بعد تعذر الحصول عليها عبر الإنترنيت. وأعرب عن أسفه لعدم استكمال المدة التي حددها لقضاء عطلته بالمدينة الحمراء، مشيرا إلى أنه بالرغم من ذلك استمتع بالأيام التي قضاها بالمدينة، وبالأجواء التي تعرفها خاصة ساحة جامع الفنا خلال الفترة المسائية من كل يوم. من جانبه، أوضح سميت سائح سويسري أنه يوجد بمدينة مراكش منذ شهر، وكانت عطلته بالمدينة الحمراء ستنتهي بعد أسبوع، قبل أن يتفاجأ بقرار تعليق الرحلات الجوية، الذي دفعه إلى تغيير برنامج مقامه بالمغرب، والبحث عن رحلة للعودة إلى وطنه. وأضاف أن إيجاد رحلة مباشرة إلى العاصمة السويسرية جنيف، أصبح مستحيلا مما اضطره إلى طلب رحلة جوية عبر العاصمة الفرنسية باريس. وتوافد على مطار مراكش-المنارة الدولي، يوم الأحد الماضي، أفواج كثيرة من السياح الأجانب الذين قرروا قطع عطلهم، أغلبهم من بلدان أوروبية في مقدمتها فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وسويسرا، جراء إعلان تعليق الرحلات الجوية، لتطويق تسلل المتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد "أوميكرون" إلى تراب المملكة. وكانت اللجنة الوزارية المغربية لتتبع كوفيد-19، أعلنت، الأحد الماضي، عن تعليق كافة الرحلات الجوية للمسافرين الوافدين لمدة أسبوعين، بداية من منتصف ليلة الاثنين الماضي 29 نونبر المنصرم، لمواجهة "التفشي السريع للمتحورة الجديدة" لفيروس كورونا "أوميكرون"، وذلك للحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال محاربة الجائحة.