بعد فرنسا ودول جنوب إفريقيا المغرب يقرر ابتداء من اليوم غلق حدوده لمدة أسبوعين في وجه الراغبين الدخول إليه منذ ظهور متحور دلتا، لم يتسبب أي نوع جديد من فيروس كورونا في إثارة هلع كبير حول العالم مثل الذي تم اكتشافه حديثًا في جنوب إفريقيا. "أوميكرون" الذي تم تسجيل عديد حالات الإصابة به في ظرف يومين فقط خصوصا في أوروبا، لا يُعرف الكثير عنه، غير التصنيف الذي صنفته إياه منظمة الصحة العالمية بأنه "مقلق" نظرا للعدد الكبير من الطفرات التي يحتويها. في هذا السياق، قررت السلطات المغربية تعليق جميع الرحلات الجوية للمسافرين الراغبين في دخول التراب الوطني لمدة أسبوعين، اعتبارا من اليوم الاثنين بسبب التفشي السريع للمتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون"، وفق ما أعلنت لجنة وزارية أمس الأحد. يهدف هذا القرار إلى الحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال محاربة الجائحة وحماية صحة المواطنين، وذلك بعد "التفشي السريع" لهذا المتحور خصوصا في أوروبا وإفريقيا، وفق ما أوضح بيان اللجنة الوزارية لتتبع كوفيد. في المقابل ستنظم رحلات جوية خاصة انطلاقا من المغرب لإجلاء الرعايا الأجانب، من طرف سفارات بلدانهم بتنسيق مع السلطات المغربية، بحسب ما قال مصدر رسمي لوكالة فرانس برس. يدخل القرار حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم على الساعة 22:59 ت غ، على أن "يتم تقييم الوضع بشكل منتظم من أجل تعديل الإجراءات الضرورية، عند الحاجة"، بحسب ما أضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء المغربية. وكانت السلطات الخاصة قد أعلنت الجمعة عن إغلاق الحدود في وجه المسافرين القادمين أو العابرين من مجموعة من دول جنوب القارة الإفريقية، تحسبا لانتقال عدوى المتحور الجديد الذي رصد لأول مرة في جنوب إفريقيا. كما سبق أن قررت المملكة تعليق الرحلات الجوية والبحرية للمسافرين من وإلى فرنسا ابتداء من ليل الأحد وحتى إشعار آخر، بسبب تطورات الوضع الوبائي في "جواره الأوروبي". وأثار المتحور الجديد القلق حيال الجهود العالمية الرامية إلى احتواء الوباء جراء المخاوف من شدة عدواها، ما أجبر العديد من الدول على إعادة فرض تدابير لم تكن تتوقع العودة إليها. كما فرضت عدة دول قيودا على السفر من جنوب إفريقيا. في الوقت نفسه، يسابق العلماء الزمن لتحديد التهديد الذي يمثله هذا المتحور، خصوصا بشأن إن كان بإمكانها ضرب فعالية اللقاحات المتوفرة حاليا. يتزامن تعليق المغرب الرحلات الجوية الوافدة إليه مع عطل أعياد الميلاد التي تستقطب عادة السياح الأوروبيين، ما يهدد بتكبيد القطاع السياحي المتضرر أصلا من تبعات الجائحة، مزيدا من الخسائر. لكن السلطات المغربية تسعى للحفاظ على التحسن الذي شهده الوضع الوبائي خلال الفترة الأخيرة، ما سمح برفع حظر التجول الليلي وتخفيف القيود الاحترازية. كما تراهن على استمرار حملة التلقيح للتصدي للوباء والتي شملت أكثر من 22 مليونا و600 ألف شخص استفادوا من جرعتي اللقاح، بينهم أكثر من مليون و600 ألف تلقوا الجرعة الثالثة. وبلغ عدد المصابين بالفيروس منذ ظهوره في المغرب نحو 950 ألف شخص، توفي منهم 14774 وفق آخر حصيلة رسمية.