متحور أوميكرون يبدد آمال الفاعلين السياحيين بمراكش خلال فترة أعياد الميلاد واحتفالات راس السنة بعد أن تنفست مدينة مراكش الصعداء للإستعادة عافيتها من تداعيات جائحة فيروس كورونا ومراهنة مهنيي قطاع السياحة بشكل كبير على عطلة نهاية السنة وأعياد الميلاد، لاستقطاب السياح الأجانب وتعويض جزء من الخسائر التي تكبدوها على مدار السنتين المنصرمتين تبددت الآمال مرة أخرى بسبب متحور "أوميكرون" هذه الإنتكاسة بحسب الفاعلين جاءت بعد أن سجل القطاع السياحي في المملكة انتعاشا نسبيا منتصف هذا العام، مع تقدم حملة التطعيم ضد الوباء، وتخفيف الإجراءات الاحترازية.
و من تداعيات المتحور الجديد تأجيل نسخة 2021 للقمة الأورومتوسطية التي كان من المقرر انعقادها يومي فاتح و2 دجنبر بمراكش المنظمة من طرف اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وذلك على خلفية الانتشار السريع للفيروس.
وكانت هذه القمة ستتناول موضوع "كوفيد-19 ودور المجتمع المدني في إعادة الإعمار ومرونة المنطقة الأورو المتوسطية" لبحث سبل تخفيف وطأة الأزمة وإعادة الإعمار الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى الفرص المختلفة التي كشفت عنها الجائحة من أجل تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة الأورومتوسطية.
ومناسبة لتبادل النقاش حول دور المجتمع المدني، ومساهمة الرقمنة وآفاق التعاون الأورومتوسطي من أجل مرونة أفضل وانتعاش ناجح للمرحلة ما بعد كوفيد-19 في المنطقة.
ويشار أن جهة مراكشآسفي سجلت انكماشا بنسبة 2,1 بالمائة من قيمتها المضافة خلال سنة 2021 مقارنة بالعام 2019، رغم الانتعاشة الاقتصادية التي عرفتها معظم جهات المملكة، وذلك بسبب هيمنة قطاع الفنادق والمطاعم على اقتصاد هذه الجهة، وهو القطاع الذي لم يتعافى بعد من الأزمة بسبب استمرار القيود الصحية.
وأوضح التقرير الاقتصادي والمالي المصاحب لمشروع قانون المالية لعام 2022، الذي نشره قسم الدراسات والتوقعات المالية بوزارة الإقتصاد، أن هذا الوضع أدى إلى انخفاض القيمة المضافة للجهة بنحو -6,5 نقطة مئوية، يليه قطاع النقل بنحو 0,9 نقطة والتجارة ب -0,5 نقطة.
وكان أهم معدل تعافي سجل هذا العام مقارنة بسنة 2019 بجهة درعة تافيلالت، لتبقى الجهات التي تعول على القطاع السياحي الأكثر تراجعا، والتي لم تخرج بعد من عنق الزجاجة، حسب ما أوضحه التقرير.
ووصف بعض الفاعلين في مجال السياحة بالمدينة الحمراء ، قرار الإغلاق الكلي والمفاجئ للحدود الوطنية بالعشوائي ، مؤكدين أن مثل هذه القرارات يجب أن تكون عقلانية وتراعي الحالة التي وصلت اليها المدينة إقتصاديا و إجتماعيا ، باعتبار مراكش التي تمثل 35 في المائة من القدرة الفندقية بالمغرب بدأت في عملية الإفلاس بعد إغلاق ما يقارب 104 فندقا من أصل 240 آخر مصنفا.
بالإضافة إلى كون المئات من السياح الأجانب تفاجؤ بقرار الإغلاق الكلي والمفاجئ للحدود الوطنية، ما أربك عطلهم التي اضطروا لقطعها قبل نهايتها، من أجل الظفر بتذكرة من إحدى الرحلات الاخيرة التي ستغادر مطار مراكش المنارة، والتي كان أغلبها عبر العاصمة الفرنسية باريس ، وقد أدى قرار الإغلاق إلى إلغاء العشرات من الرحلات من قبل شركات النقل الجوي، واضطر كل من ألغيت رحلته إلى البحث عن تذكرة أخرى تضاعف ثمنها بأزيد من عشرة أضعاف.
وكانت الحكومة المغربية قد قررت إغلاق الحدود الجوية والبرية وتوقيف جميع الرحلات من وإلى مطارات وموانئ المملكة، وذلك لمدة أسبوعين بداية من منتصف ليلة الاثنين الماضي 29 نونبر الجاري، وهو القرار الذي جاء على إثر ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا.
هذا وقد أعلنت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أن جائحة كوفيد-19 ستكلف السياحة العالمية خسائر تناهز تريليوني دولار سنة 2021.
ويشار إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت من ظهور المتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون" والدي يمثل خطرا "مرتفعا جدا" علما بأنه لم تسجل وفيات مرتبطة به بعد.
وحذر وزراء الصحة بعد اجتماع طارئ من أن المتحور أوميكرون يستلزم "تحركا عاجلا"، وقال الوزراء في بيان مشترك إن "المجتمع الدولي يواجه تهديدًا بمتحور جديد قابل للانتقال بدرجة عالية من فيروس كوفيد-19 الأمر الذي يتطلب تحركا عاجلا".