أحال المركز القضائي للدرك الملكي 2 مارس، أمس الثلاثاء، على استئنافية البيضاء، 11 متهما من مشاغبي المواجهات العنيفة التي دارت رحاها بدار بوعزة، يوم الأحد الماضي، بين العشرات من الأفراد المحسوبين على فصائل مشجعي أندية كرة القدم «الإلترات» ينتمون إلى كلا الغريمين التقليدين، الرجاء والودادي البيضاويين. وحسب مصادر مطلعة، فإن المتهمين يواجهون تهما ثقيلة من بينها «تخريب الممتلكات، وإحداث الفوضى، والنهب والسرقة، والإخلال بالنظام العام وغيرها». وذكرت المصادر ذاتها أن التحقيقات متواصلة من أجل التوصل إلى هوية العديد من المتهمين الذين شاركوا في هذه المواجهات، وزرعوا الرعب في أوساط سكان منطقة دار بوعزة، مشيرة إلى أنه سيجري الاستعانة، أيضا، بالفيديوهات التي وثقت للمواجهات وأعمال الشغب، من أجل تحديد هوية هؤلاء المتهمين والعمل على إيقافهم. يذكر أن منطقة دار بوعزة والطريق المؤدية لها، تحولت يوم الأحد الماضي، إلى ساحة حرب حقيقية، بعدما نقل الفصيلان المتناحران هذه المرة المواجهات التي عادت ما كانت تشهدها بعض الأحياء بمدينة الدارالبيضاء، إلى الضواحي بمنطقة دار بوعزة التابعة لإقليم النواصر.وأسفرت أعمال الشغب والمواجهات الدامية عن تخريب حوالي 15 سيارة خاصة، وإصابة عنصرين من الدرك الملكي، وعنصر من القوات المساعدة، إلى جانب مواطنين آخرين، بجروح متفاوتة، جراء التراشق بالحجارة.وعلمت «الصحراء المغربية» من مصادر مطلعة أن شخصا أصيب بطعنة سكين، جرى نقله إلى المستشفى الإقليمي الأمير مولاي الحسن بدار بوعزة، لتلقي العلاجات الضرورية، نافية تسجيل أي حالة وفاة، كما روجت لذلك بعض الأخبار. وبحسب المصادر ذاتها، فإن عناصر الدرك الملكي، مدعومة بعناصر القوات المساعدة، تدخلت بحزم وصرامة من أجل فرض النظام، كما عملت جاهدة على التصدي لأعمال الشغب، وتفريق هؤلاء المشجعين، الذين زرعوا الرعب في أوساط سكان منطقة دار بوعزة، وكذا مستعملي الطريق الساحلية، التي قطعت بها حركة المرور. وأضافت المصادر ذاتها أن المواجهات، شارك فيها أزيد من 700 شخص، انتقلوا إلى المنطقة بشكل مكثف، وأن المواجهات امتدت أيضا إلى منطقة حد السوالم. وتبين من خلال فيديوهات متداولة على متن مواقع التواصل الاجتماعي أن هؤلاء المشجعين انتقلوا إلى المنطقة على متن قوافل منظمة، مدججين بالحجارة والعصي والأسلحة البيضاء، واصطدموا ببعضهم البعض هناك. وما عقد عملية تدخل مصالح الدرك والقوات المساعدة حدوث المواجهات على مسافة طويلة، ونقط متفرقة، بيد أنه في الأخير تمكنت عناصر الدرك والقوات المساعدة من السيطرة على الوضع، وإعادة الأمور إلى طبيعتها. كما تحدثت مصادر متطابقة على أن بعض العناصر المنتمية إلى الفصيلين حاولت الالتحاق بمنطقة دار بوعزة لمؤازرة فصيلها، بعدما سمعت بحدوث المواجهات.ووصفت سيدة تقطن بالمنطقة الوضع الذي عاشته بفيلم رعب، مؤكدة أن بعض المشاغبين هاجموا أيضا المنازل.