تستعد وزارة الصحة لإطلاق حملة وطنية لتلقيح الفتيات البالغات من العمر 11 سنة ضد فيروس الورم الحليمي البشري، المعروف اختصارا في الوسط الطبي بHPV، لوقايتهن من الإصابة بسرطان عنق الرحم وتجنب تأثيراته السلبية على صحة المغربيات واندراجه ضمن مشكلات الصحة العمومية. وتستهدف حملة التلقيح في السنة الأولى من إطلاقها، الفتيات البالغات من العمر 11 سنة، سواء المتمدرسات أو غير المتمدرسات، إذ سيجري تلقيحهن داخل المؤسسات الصحية المخصصة لذلك، في أفق نقل عملية التلقيح داخل المؤسسات المدرسية، حسب تطور مستوى تقدم الحملة، يوضح بنعزوز، رئيس البرنامج الوطني للتلقيح بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية. ويضم البروتوكول التمنيعي حقنتين من اللقاح متباعدتين بمدة 6 أشهر، إذ تستهدف تلقيح 60 في المائة من الفتيات بشكل كامل، خلال السنة الأولى من حملة التلقيح، وفقا لتوضيحات رئيس البرنامج الوطني للتلقيح بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية. ويتعلق الأمر بمرض سرطاني يعد الثاني من نوعه، الذي يهدد حياة المغربيات بعد سرطان الثدي، إذ يمثل 11.2 في المائة من مجموع السرطانات المسجلة عند النساء، يفيد الدكتور محمد بنعزوز خلال الملتقى الإعلامي حول التلقيح وأولوياته لأجل الصحة العامة، والذي نظم، صباح أمس الثلاثاء، بشراكة ما بين MSD للأدوية والمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية (GLIDE). ويهدد سرطان عنق الرحم 13.2 مليون امرأة في المغرب بالإصابة، ابتداء من 15 سنة فما فوق، علما أن 55 في المائة من النساء المصابات بالداء، تتراوح أعمارهن ما بين 45 و65 سنة، وفقا للمعطيات الرسمية عن الفترة الممتدة ما بين 2008 و2012. وتبعا لذلك، يستهدف المرض 10.4 نساء في كل 100 ألف امرأة، أي ما يعادل 2165 حالة في كل 4 ساعات، وعدد وفيات سنوية يصل إلى 1199. وتندرج عملية التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري في إطار أولويات البرنامج الوطني للسرطان، الرامي إلى القضاء على الفيروس بحلول سنة 2085، من خلال تعزيز الوقاية عن طريق التلقيح والكشف المبكر عن الإصابة بعدوى الفيروس وتسهيل الولوج إلى التشخيص والعلاج المبكر على الصعيد الوطني، داخل سيرورة تضم مجموعة من الأهداف موزعة على ثلاث مراحل، يبرز الدكتور يوسف شامي خزرجي، منسق مشاريع بمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، خلال مداخلته في اللقاء الإعلامي حول التلقيحات.