على إيقاع النشيدين الوطنيين المغربي والإيطالي جرى، أمس السبت، الإعلان عن توأمة بين بلدية كروتوني (جنوبإيطاليا) وبلدية الداخلة المغربية، وذلك في إطار الشراكات جنوب جنوب، وتخليدا للذكرى 46 للمسيرة الخضراء. وجرى خلال فعاليات الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء المجيدة تسليم اتفاقية التوأمة بين بلدية الداخلة ومدينة كروتوني ل فينتشنزو فوس، رئيس بلدية كروتوني، كما تعالت زغاريد النساء في أرجاء قاعة البلدية، وردد الحاضرون من الجالية المغربية هتافات من قبيل "الصحراء صحراؤنا وجلالة الملك محمد السادس ملكنا"، "الصحراء مغربية من طنجة لكويرة". وعبر العمدة فوس، بهذه المناسبة عن اعتزازه بهذه الشراكة المثمرة التي أطلقتها السلطات المغربية، التي ستعزز العلاقات بين المدينتين على عدة مستويات. كما أعرب عن استعداده للعمل مع الجانب المغربي لخدمة مصالح مدينتي كروتوني والداخلة على أعلى مستوى. ومن جهته، أكد عبد القادر الناجي، القنصل العام للمملكة المغربية بنابولي، أن ترديد المهاجرين المغاربة (الجيل الأول والثاني) للنشيدين الوطنيين المغربي والإيطالي دليل على اندماج الجالية المغربية بإيطاليا. وأضاف الناجي أن هذه الاتفاقية تكتسي أهمية كبرى، مشيرا إلى أن المغرب وإيطاليا تربطهما علاقات تاريخية تعززت بفضل الشراكة الاستراتيجية التي وقعت سنة 2019، بالرباط من قبل وزيري خارجية البلدين. وتابع الناجي أن القنصلية العامة للمملكة المغربية ترحب بالعمل مع المجلس البلدي لمدينة كروتوني لتعزيز التعاون الثنائي بين المدينتين، مرددا أن هذا الاجتماع يأتي في سياق الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، وهي ملحمة سلمية مغربية لاستعادة أراضيه. كما أكد الدبلوماسي المغربي، أن اتفاقية التوأمة تعتبر جزءا من توطيد التعاون اللامركزي، ومن شأنها أن تعزز التأثير الدولي لمدينة الداخلة وتقوي آفاق الشراكة التي ستساهم بشكل إيجابي في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية. ومن بين المجالات التي تتعهد بهما البلديتان هو تعزيز جميع أنواع العلاقات المتبادلة، والتعاون في مجال السياحة والتجارة والتراث الثقافي وحماية البيئة، والرياضة. وقال الناجي، خلال كلمته، إن المجلس البلدي للداخلة وقع وصادق على مشروع التوأمة بين المدينتين، مشيرا إلى أن المجلس يطمح إلى استمرار العمل بين البلديتين على المدى البعيد، كما يدعو الجانب الإيطالي إلى تنظيم زيارة في القريب العاجل إلى مدينة الداخلة من أجل توضيح الرؤية وضمان المزيد من التعاون. وبدوره، أكد مصطفى عاشق، رئيس جمعية "أنيس للجالية المغربية بإيطاليا"، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الإعلان عن التوأمة بين البلديتين تزامنا مع الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة جعل العديد من المهاجرين المغاربة يأتون من مختلف المدن الإيطالية القريبة من كروتوني للمشاركة في هذه الاحتفالية التاريخية. واعتبر عاشق حضور عدد من الفعاليات والأطر المغربية في هذا الاحتفال دليلا على اعتزاز المهاجر المغربي بوطنيته وبلده الأم، قائلا "نحن نحب بلدنا المغرب ونسعى إلى الاندماج في بلاد المهجر". واعتبر عاشق أن الفاعل الجمعوي هو بمثابة سفير يعمل في إطار الدبلوماسية الموازية ليعرف ببلاده وانتصاراتها وتاريخها العريق وأمجادها. ****** فينتشنزو فوس: كروتوني مدينة منفتحة على مختلف أفراد جاليات الدول خاصة الجالية المغربية أكد فينتشنزو فوس، عمدة مدينة كروتوني الإيطالية ل"الصحراء المغربية"، أن توقيع اتفاقية مشروع التوأمة بين مدينة كروتوني والداخلة، جاء بعد أن عرض عليه رئيس جمعية "أنيس للجالية المغربية بإيطاليا" الأمر، وفي فترة وجيزة، جرى التنسيق مع القنصل العام للمملكة المغربية بنابولي، وبالتالي تبين أن الفكرة مهمة فتمت الموافقة على مشروع الاتفاقية. وأفاد فوس أن هناك أوجه تشابه بين المدينتين، خاصة في وضعيتهما الجغرافية المتمثلة في تموقعهما في الجنوب. واسترسل عمدة المدينة قائلا "كروتوني هي مدينة كانت منفتحة ومازالت على مختلف أفراد جاليات الدول خاصة الجالية المغربية. وأضاف أن هذه الاتفاقية لن تكون الأخيرة، بل ستتم شراكات واتفاقيات أخرى مستقبلا في عدة مجالات ثقافية ورياضية وسياحية. ويأمل فوس أن تظل لدى جميع المواطنين المغاربة ومن بينهم الجالية المغربية، ذكرى سعيدة عند الاحتفال بالمسيرة الخضراء، مشيرا إلى أن هذه المسيرة كانت سلمية دون حرب. عبد القادر الناجي: اتفاقية التوأمة بين مدينتي كروتوني والداخلة تدخل في إطار التعريف بالقضية الوطنية أكد في حوار مع "الصحراء المغربية" أن الاتفاقية تأتي في إطار الانتصارات الكبرى التي تحققها الدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس أجرت الحوار: فاطمة ياسين موفدة "الصحراء المغربية" إلى كروتوني أكد عبد القادر الناجي، القنصل العام للمملكة المغربية بنابولي، في حوار مع "الصحراء المغربية"، أن إعلان التوأمة بين بلديتي كروتوني الإيطالية والداخلة المغربية يأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين اللتين تربطهما اتفاقية شراكة منذ أزيد من 30 سنة. وأضاف الناجي أن الجهات الرسمية بالمغرب وافقت على اتفاقية التوأمة، وعزا الأمر إلى ما تشهده المدينة من زخم دولي وقاري ووطني وجهوي، بالإضافة إلى الانتصارات الكبرى التي تحققها الدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. ويرى القنصل المغربي، أيضا، أن هذه الاتفاقية تعد إضافة من الإضافات للتعريف بالقضية الوطنية المغربية لكسب تعاطف ومواقف إيجابية مع المواقف المغربية. ولم يفت الدبلوماسي المغربي أن ينوه بالدور المهم الذي يلعبه المجتمع المدني في هذا الجانب، قائلا "لا يمكن أن ننجح بدونه لأن الجمعيات هي الرافد والداعم". كيف جاءت فكرة توقيع اتفاقية التوأمة بين مدينتي كروتوني والداخلة؟ إن إعلان التوأمة بين بلديتي كروتوني الإيطالية والداخلة المغربية يأتي في إطار استراتيجية بين الدولتين اللتين تربطهما اتفاقية شراكة منذ أكثر من 30 سنة، تعززت باتفاقية أخرى وقعت في فاتح نونبر 2019، بمدينة الرباط من قبل وزيري خارجية البلدين. لهذا فإن هذه الاتفاقية تكتسي أهمية كبرى، وهذا ما ولد فكرة تنظيم احتفال بهذه المنطقة من خلال توسيع دائرته ليشمل صحراويين مغاربة، إذ في البداية تقرر تنظيم معرض مغربي يتضمن منتوجات مغربية صحراوية، وحينها تبادرت إلى الذهن أيضا، فكرة توقيع اتفاقية توأمة بين مدينة كروتوني والداخلة لأوجه التشابه بينهما المتمثلة أساسا، في المستوى الجغرافي، خاصة الشريط الساحلي للمدينتين. وعرضت فكرة توقيع التوأمة على رئيس بلدية كروتوني، الذي رحب بالفكرة، وجرى الاتفاق على ذلك، بعدها أحيل المشروع على السلطات المختصة عبر وزارة الخارجية، حيث رحبت الجهات الرسمية بالمغرب ووافقت على اتفاقية التوأمة، خصوصا في إطار ما تشهده مدينة الداخلة حاليا من زخم دولي وقاري ووطني وجهوي، والانتصارات الكبرى التي تحققها الدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. هذه الاتفاقية هي أيضا، إضافة من الإضافات للتعريف بالقضية الوطنية المغربية لكسب تعاطف ومواقف إيجابية مع المواقف المغربية. هل الجالية المغربية تلعب دورا في التعريف بالقضية الوطنية؟ لاحظت في أفراد جاليتنا في هذه المنطقة أن لديهم وعيا كبيرا بأهمية القضية الوطنية ومغربية الصحراء، إذ يعتبرون أن المشكل هو نزاع مفتعل جهوي، وهم يعملون جادين لتثمين العلاقة بين المدينتين والبلديتين، خصوصا أن الشراكة بين الدولتين تعود إلى 30 سنة، وتعززت وترسخت باتفاقية الاستراتيجية في سنة2019. كما أن القنصلية المغربية بنابولي ستظل رهن إشارة المجلس البلدي بكروتوني، وفي تواصل مستمر مع جميع الجهات، ونحن نعمل كبقية المواطنين المغاربة، لأن الهدف هو التعريف بالقضية الوطنية لجلب دعم أكبر لها، وهذا واجب وطني ومهني في الوقت نفسه. هل المجتمع المدني يلعب دورا في التعريف بالقضية الوطنية من خلال الدبلوماسية الموزاية؟ المجتمع المدني يلعب دورا مهما في هذا الجانب، ولا يمكن أن ننجح بدونه لأن الجمعيات هي الرافد والداعم، وفي ما يخص اتفاقية التوأمة بين البلديتين وتنظيم الاحتفالات، فإن جمعية أنيس للجالية المغربية بإيطاليا، هي جمعية نشيطة خاصة في شخص رئيسها مصطفى عاشق، الذي لعب دورا كبيرا في إنجاح هذه المبادرة ومشروع الاحتفال. اتفاقية التوأمة بين بلدية كروتوني الإيطالية (جنوبإيطاليا) وبلدية الداخلة المغربية