تراجعت مدينة أكروبولي الإيطالية عن اتفاقية توأمة وقّعتها قبل أيام مع ما يسمى ب"بلدية أمهيريز"، الواقعة شرق الجدار الدفاعي داخل المنطقة العازلة، والتي تديرها جبهة البوليساريو الانفصالية. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن محمدا بودرا، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، راسل نظيره الأمين العام لعمداء مدن إيطاليا بشأن اتفاقية التوأمة مع جبهة البوليساريو، لتقرر بلدية أكروبولي بعدها التراجع عن الاتفاقية الثنائية. وقال الأمين العام لعمداء مدن إيطاليا، في جوابه عن رسالة بودرا، إن بلدية أكروبولي كانت تجهل تفاصيل نزاع الصحراء من الناحية السياسية، مشيرا إلى أن المدينة الإيطالية المعنية قررت التراجع عن التوأمة وتحويلها إلى مساعدات إنسانية لصالح أطفال المخيمات، دون وجود أي لقاء رسمي أو شخصي أو مؤسساتي مع أعضاء جبهة البوليساريو. وأكد رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، في مراسلة اطلعت هسبريس عليها، أن جبهة البوليساريو لا تملك أي سلطة قانونية أو إدارية على أقاليم الصحراء المغربية الواقعة تحت السيادة المغربية كما تعترف بذلك الأممالمتحدة. وشدد بودرا على أن الموقف القانوني بالنسبة للمنطقة العازلة محدد بوضوح ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991، مضيفا أن "العلاقات بين المغرب وإيطاليا تبقى تاريخية وقائمة على الاحترام المتبادل للوحدة الوطنية والإقليمية لكل من البلدين الصديقين". وتزامن توقيع اتفاقية التوأمة بين مدينة أكروبولي مع الاتصال الهاتفي الذي أجراه لويجي دي مايو، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السبت الماضي. وأعرب وزير الخارجية الإيطالي عن "تقدير" روما للإسهام وللدور الذي تضطلع به المملكة المغربية، بهدف التوصل إلى حل للأزمة الليبية. وتمحور الاتصال الهاتفي، حسب مصادر مغربية رسمية، حول التطور المستمر للتعاون بين البلدين الذي تم الارتقاء به إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية التي تم توقيع إعلانها في نونبر 2019، بالإضافة مواضيع أخرى تهم القضايا متعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك. وزير الخارجية الإيطالي سبق أن أشاد ب"الجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب" بهدف تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية؛ وذلك حسب ما جاء في الإعلان الذي وقعه المغرب وإيطاليا خلال إرساء شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد بينهما، السنة الماضية.