تقدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي التابعين لحزب «فورسا إيطاليا» الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق سيلفيو بيرلوسكوني بمقترح لرئاسة هذا المجلس التشريعي لدعم مقترح الحكم الذاتي حلا لنزاع الصحراء الغربية وتبني مدريد سياسة اعتدال في هذا النزاع. وتحولت روما الى أكبر معاقل البوليساريو في أوروبا بسبب وجود مسؤولين في هرم الدولة يؤيدون استفتاء تقرير المصير. وجرى تسجيل المقترح يوم 14 تموز/ يوليو الجاري، ويبرز في مقدمته متانة العلاقات المغربية- الإيطالية القائمة على مجموعة من الاتفاقيات الدولية والثنائية، ويبرز كذلك سياسة إيطاليا الخارجية التي تراعي وتحترم عدم التدخل في السياسة الداخلية للدول بل وتراهن على الحوار لإرساء السلام. وينطلق المقترح من مفاهيم جيوسياسية لتحليل النزاع، حيث يلمح للجزائر طرفا لرغبتها في الوصول الى منفذ الى المحيط الأطلسي، وذلك في إشارة الى أن قيام أي دولة في الصحراء يعني حصول الجزائر على تسهيلات لتحوز موانئ في الواجهة الأطلسية. المقترح يشير الى توتر العلاقات بسبب الصراع بين المغرب و»الشعب الصحراوي» كما ورد في الصياغة، وبهذا يستبعد جبهة البوليساريو والجزائر في آن واحد، حيث تشير مصادر مغربية الى خطئ في صياغة هذا المفهوم ارتكبه محررو المقترح. ويطالب المقترح الحكومة الإيطالية بما يلي: - مشاركة الحكومة الإيطالية في المنتديات الدولية للمساهمة في حل هذا النزاع. - اتخاذ رفقة المؤسسات الأوروبية مبادرات على المستوى الدبلوماسي بهدف إيجاد حل سريع للنزاع. -المساهمة في تقرير مصير الشعب الصحراوي ولكن بعيدا عن الانفصال، وذلك باتفاقية تضمن للصحراويين تسيير شؤونهم وللمغرب سيادته الوطنية. - توظيف إيطاليا وزنها في الاتحاد الأوروبي والعلاقات الطيبة التي تجمعها مع أطراف النزاع وباقي المؤسسات للبحث عن حل للنزاع بهدف بناء سلام دائم لصالح حوض البحر الأبيض المتوسط ومنها إيطاليا والذي يعتبر المغرب شريكا أساسيا لها. والمقترح يأتي بعدما كان مجلس الشيوخ الإيطالي قد صادق في بداية نيسان/ أبريل الماضي على قرار يطالب حكومة روما بالاعتراف الدبلوماسي بجبهة البوليساريو ويطالب كذلك بمراقبة قوات المينورسو حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وتعتبر أوساط عليمة بمجلس الشيوخ الإيطالي صعوبة المصادقة على المقترح لسببين، الأول وهو تولي حزب واحد تقديم هذا المقترح، اي لم يحظ بدعم كبير من مختلف الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس الشيوخ، والسبب الثاني هو تعاطف أغلب الأحزاب مع جبهة البوليساريو. وعمليا، تحولت إيطاليا مؤخرا الى أكبر معاقل دعم البوليساريو، والمثير أن هذا لا يحصل على مستوى الرأي العام الإيطالي الذي لا يهتم كثيرا بهذا الملف بل ومعظمه يجهله، ويحدث التحول على مستوى وجود لوبي مؤسساتي قوي يدعم أطروحة تقرير المصير. ويتكون هذا اللوبي من وزيرة الخارجية فدريكا موغريني ونائبها لابو إنسريلي ورئيسة البرلمان الإيطالي فلدريني الذين يؤيدون تقرير المصير وشاركوا في مناسبات عديدة في دعم جبهة البوليساريو.