أعلن حميد عدو، المدير العام للخطوط الملكية المغربية، خلال اجتماع داخلي عقد أخيرا، في صيغة هجينة بالشكلين الحضوري والرقمي، عن الهيكلة الجديدة للشركة الوطنية. وأفادت "لارام" في هذا السياق، أنه في ظل تعافي قطاع النقل الجوي على المستوى العالمي، كان من الضروري إعادة ترتيب أوراق الشركة لمواكبة تطور الخطوط الملكية المغربية واستئناف مسار نموها. ويأتي ذلك استجابة للتحديات العديدة، الداخلية منها والخارجية، في مناخ يعرف تحولات مستمرة، يحمل في طياته العديد من المخاطر وكذلك العديد من الفرص. وأضاف المصدر ذاته "لقد كان من الضروري وضع هيكل تنظيمي جديد للشركة، يتمحور حول الزبون، ويرتكز على تحسين تجربته الاستهلاكية وكذا الرقمنة المتقدمة، آخذا بعين الاعتبار مفاهيم التنمية المستدامة والمسؤولية البيئية. الأمر الذي يعد نتيجة حتمية للمنافسة القوية التي يعرفها القطاع للخروج من الأزمة، إضافة لتطور تطلعات الزبائن وعاداتهم الاستهلاكية". وإضافة للأقطاب التنفيذية، يضم الهيكل التنظيمي الجديد ثلاث أقطاب متكاملة، معدة للعمل سويا ولتظافر الجهود، مما سيمكن من إعداد بيئة مناسبة للتحول والابتكار والمشاركة. كما أنه يحسن حسب "لارام" الآليات التي من شأنها تسريع عملية اتخاذ القرار، إضافة إلى تحسين إمكانيات التنمية التي توفرها عضوية الخطوط الملكية المغربية في تحالف oneworld. وأوضحت الشركة أن القطب التجاري أصبح أكثر شراسة، حيث سيضم وحدات تجارية متخصصة مقسمة على شكل أسواق، حسب خاصيات الوجهات التي تضمها، وذلك للاستجابة لتطلعات مختلف زبناء الشركة: مديرية السوق الأوروبي، مديرية السوق الأمريكي ومديرية السوق الأفريقي ومديرية السوق المغربي والآسيوي والشرق الأوسط. أما الشحن، فسيتم دعمه نتيجة أدائه الاستثنائي خلال الظرفية الصعبة لجائحة كورونا، والتي أبانت عن أهميته الاستراتيجية من خلال مهمات نقل جرعات اللقاح والمعدات الطبية سواء نحو المغرب أو نحو الوجهات الأخرى. ومن خلال قسم إدارة الشبكة والإيرادات، يهدف تحول القطب التجاري بدوره إلى تحسين كفاءة الشبكة وتطوير المبيعات في خدمة النمو المستدام. وسييتم دعم هذا القسم عبر مديريات الدعم: مديرية التحالفات والشراكات وقسم الدعم والقيادة التجارية، وقسم التواصل والتسويق التجاري. كما تم تجديد مهمة قطب تجربة الزبون حيث أصبح يهدف للتعرف على الزبناء بشكل أفضل وكذا التعرف على تجربة سفرهم والإلمام بها من بدايتها إلى نهايتها وتوفير خدمات على أعلى مستويات الجودة. ويتكون هذا القطب من مديريتين: تجربة الزبناء وقرب الزبناء. أما قطب التحول فإنه سيكون بمثابة الضامن للتحسن المستمر. كما سيكون مسؤولا بشكل دائم عن دعم تكيف الشركة مع التغيرات القوية في التوجهات وسلوكيات الزبون وهيمنة التقنيات الجديدة. وسيضم هذا القطب أربعة أقسام: الاستراتيجية والابتكار، والرقمية وتكنولوجيا المعلومات، والتسويق، والتجارة الإلكترونية، ويدعمه قسم المسؤولية المجتمعية للشركات والتنمية المستدامة. وبخصوص القطب التنفيذي، فإنه يهدف الى ضمان أفضل معايير الأمن والسلامة والسهر على الجوانب التنظيمية والتقنية للشركة. ويتكون هذا القطب من أربع مديريات تتمثل في مديرية العمليات الجوية والمديرية التقنية ومديرية الجودة والأمن والسلامة ومديرية التكوين والموارد البشرية الخاصة بالطاقم الملاحي. في حين سيركز قطب الدعم على تحسين العمليات من أجل تحقيق نجاعة اقتصادية أفضل. وسيعمل على تعزيز تجربة المستخدمين في إطار يشجع على المردودية. ويضم هذا القطب بدوره أربع مديريات وهي المديرية المالية ومديرية مراقبة التسيير والمساهمات، ومديرية المشتريات والشؤون العامة ومديرية الرأس مال البشري. وحرصا منها على تكريس مبدأ المناصفة، قامت الخطوط الملكية المغربية بإصلاح هيكلها التنظيمي بشكل مكنها من تعزيز تمثيلية المرأة في المناصب العليا للشركة. اذ يضم فريق الخطوط الملكية المغربية اليوم سبعة مديرات، من بينهن مديرة قطب. وفي هذا الإطار، أكدت الخطوط الملكية المغربية مؤخرا مشاركتها في برنامج "25by20205" الذي أطلقه اتحاد النقل الجوي الدولي والذي يهدف الى تشجيع ترسيخ المناصفة داخل كبريات الشركات العالمية للنقل الجوي. "وفي هذا الإطار قال حميد عدو، الرئيس المدير العام للشركة "الخطوط الملكية المغربية تتجدد. وفي ظل استئناف الحركة الطبيعية للنقل الجوي، نحن مجندون أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظر الشركة في السنوات المقبلة. وبالتالي، قمنا بتركيز استراتيجية الشركة بالكامل حول تجربة الزبون، وضبطها من بدايتها إلى نهايتها إضافة لإعادة النظر في تجربة المستخدمين لتأمين رأس مال بشري أكثر تأهبا وتأقلما مع بيئته". وأضاف "نحن نوفر لأنفسنا الوسائل اللازمة لخدمة زبناء متنوعين وذوي توقعات عالية على أفضل وجه، وذلك للاستمرار في جعل الخطوط الملكية المغربية الناقل الجوي المفضل من قبل العديد من السياح والزوار الذين يجذبهم المغرب كوجهة".