يتابع المعهد الوطني للجيوفيزياء، منذ أزيد من أسبوعين، باهتمام كبير تطورات هيجان بركان "كومبري فييخا" في جزيرة لابالما الإسبانية بأرخبيل الكناري السياحي، المقابلة للسواحل الأطلسية المغربية. واستبعد ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، حدوث موجات مد بحري "تسونامي" حسب المعطيات المتوفرة إلى حدود الآن. وأعلن ناصر جبور، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن سيناريو حدوث تسونامي بفعل تأثير الانفجار البركاني هو سيناريو متشائم، مشيرا إلى أن المعطيات الأولية تؤكد أن الأمر يتعلق بانفجار بركاني محلي، نرصد فيه الصهرات والحمم البركانية تسير نحو الشاطئ بسرعة بطيئة. وذكر أن المنطقة التي شهدت الانفجار البركاني، تبعد عن الشواطئ المغربية ب500 كلم، بيد أنه من المحتمل أن تحمل الرياح الغازات المنبعثة نحو شواطئنا. وأفاد جبور أن صور الأقمار الاصطناعية بينت أن بعض الغازات وصلت إلى شواطئنا بالمناطق الجنوبية، لكن لحد الآن لم تشكل أية خطورة. وحسب رئيس المعهد الوطني للجيوفيزياء، يمكن في ما بعد أن يقع تحليل لهذه المعطيات بالنسبة لحركة الملاحة الجوية، للابتعاد عن السحابة البركانية المحتملة. وقال ناصر جبور إن هيجان البركان كان منتظرا، على أساس المعطيات التي جمعتها فرق المراقبة من الجزيرة عن طريق محطات "جي بي س" الثابتة، وفق البيانات الجيوفيزيائية سواء الزلازل والغازات المنبعثة والتشوهات الحاصلة على مستوى القشرة الأرضية، مبرزا أن هذه المعطيات تشير إلى موعد حدوث الهيجان، بحيث أصبح متاحا في حدود ساعات معرفة موعد وقوع الانفجار البركاني. وأوضح أن وسائل المراقبة سمحت بالتنبؤ بالموقع تقريبا الذي حصل فيه الانفجار، خلافا للحالات القديمة التي كان فيها الإشعار بهذا الموضوع صعبا، بفضل التكنولوجية التي تطورت. وأشار ناصر جبور إلى أن المنطقة شهدت سنة 1971 انفجارا مماثلا في الجزيرة نفسها، موضحا أن المراقبة القبلية هذه المرة مكنت من إعطاء مؤشرات مؤكدة عن الخصائص تقريبا الأولية للهزة البركانية والانفجار البركاني. وأضاف أن المركز يتابع جميع المعطيات، التي ترد عبر الشاشات والصور، بالإضافة إلى المعطيات العلمية المنشورة على مواقع المعهد الجغرافي الإسباني، إذ يتوفر على فرقة موجودة في الميدان منذ مدة، ونحن نتابع المعطيات التي يحصلونها وينشرونها. وذكر أن المعهد بدأ المتابعة مع المرصد الإسباني، مباشرة بعدما أعلن عن البينات المتعلقة بالهيجان البركاني، منذ أزيد من أسبوعين، إذ سجلنا بدورنا أن الأمور تسير في منحى يؤكد استمرار حدوث الهيجان البركاني. وطيلة الأسبوعين الماضيين، يوضح جبور، عاد أطر المعهد الوطني للجيوفيزياء إلى المنشورات العلمية القديمة في ما يخص هذه المنطقة، للمقارنة مع التسجيلات الحالية. وقال رئيس المعهد إن المنطقة شهدت قبل عشر سنوات انفجارا بركانيا ومر الحادث بشكل عاد، مشيرا إلى أن الانفجار حدث في جزيرة هيرو التي تقع جنوب جزيرة لابالما. وأبرز أن هذا الانفجار البركاني وقع في عمق البحر قبالة شواطئ هيروا وكان من مخلفاته نفوق الأسماك بالغازات فقط، واستمر النشاط البركاني لبضعة أيام ثم خمد. وتمنى ناصر جبور أن يستمر نشاط بركان جزيرة لابالما، أيضا، لبضعة أيام ويخمد، علما أن المعطيات تشير إلى أن هذه الظاهرة يمكن أن تنتهي خلال بضعة أيام.