تفيد معطيات المراقبة الكلينيكية للمصابين بالمتحور "دلتا" لفيروس كوفيد19 في المغرب، تسجيل إصابات متقدمة وخطيرة على مستوى الرئة، عند بعض المرضى الذين تأخروا في التشخيص والتطبيب، وفقا لما أفاده البروفيسور المصطفى الفاهيم، المشرف على المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط، في تصريح ل"الصحراء المغربية". وتعود هذه الإصابات المتقدمة في الرئة إلى سرعة تكاثر الفيروس مقارنة بسرعة حركة الجهاز المناعي عند الشخص المصاب، وهو ما يسميه الاختصاصيون ب"الإعصار السيتوكيني"، الذي يسبب التهابات حادة للتخلص من الخلايا الحاملة للفيروس، يضيف الفاهيم. ويتسم الإعصار السيتوكيني بكونه عملا التهابيا تنفذه خلايا الجهاز المناعي نحو خلايا الجسم، أي أن الجسم يهاجم نفسه بنفسه على غرار ما يقع في أمراض المناعة الذاتية. وذكر الفاهيم أن المغرب بات يتوفر، حاليا، على بعض الأدوية الخاصة بتخفيف الإعصار السيتوكيني، من خلال استيرادها من الخارج، تندرج ضمنها مضادات الالتهابات أو الكورتيكوييد، تفيد في تخفيف خطورة الالتهابات، أغلبها من الأدوية التي تدخل في البروتوكولات العلاجية لمرضى الروماتوييد. وذكر الفاهيم أن هذه الأدوية تتوفر تحت أسماء متعددة، تمنح بوصفة طبية، يحدد فيها الطبيب المختص الجرعات وكيفيات وآجال الاستعمال. وخلافا لذلك، فإن استعمالها بشكل عشوائي وفي إطار التطبيب الذاتي، يشكل خطرا على الصحة ويعطي نتائج عكسية لما هو مرجو منها. وفي هذا الصدد، شدد المشرف على المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط، على ضرورة احترام البروتوكول العلاجي المخصص لعلاج هذه الحالات الخطيرة لمرضى كوفيد19، طبقا لتعليمات وزارة الصحة المنبثقة عن توصيات اللجنة العلمية والتقنية لضمان العلاج السريع والناجع ضد الفيروس ومكافحته بالشكل المطلوب في الوقت المناسب. وتنضاف إلى ذلك، التوصية بالاستمرار في اتخاذ الوقاية ضد الفيروس من خلال الإقبال على التلقيح، الذي يساعد على تجنب الأشكال الخطيرة للفيروس واحترام التدابير الاحترازية، من ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين وتعقيمهما. وتأتي هذه التوصيات، يوضح الفاهيم، لمساعدة المنظومة الصحية على الاستمرار في التكفل بمرضى الفيروس، وتفادي تبعات تدهور الوضعية الوبائية التي تسببت في ارتفاع نسبة ملء أسرة الإنعاش، لا سيما في المدن الكبرى المغربية، مثل الدارالبيضاء والرباط. من جهة ثانية، شدد الفاهيم على أهمية التشخيص المبكر عن الفيروس، لا سيما عن طريق الاختبارات السريعة عبر الأنف، لما تتيحه من سرعة في التعرف على نتيجة الكشف، وبالتالي تحقيق سرعة رصد الحالات الإيجابية المعدية ومخالطيها لتعميم الحماية الفردية والجماعية من الفيروس.