كشفت عملية اليقظة الجينومية المتواصلة بالمختبر الجينومي للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط، المتعلقة برصد المتحورات الجديدة لفيروس كوفيد19، عن سيادة المتحور «دلتا» في المغرب بنسبة فاقت 90 في المائة، وفقا لأعمال الكشف الجينومي للأسبوع المنصرم. ويأتي ذلك بالموازاة مع برمجة إجراء قراءات جينومية جديدة، الأسبوع الجاري، تشمل عينات من مدن مغربية مختلفة، للتعرف على مدى تغير مستويات سيادة المتحور دلتا، وفقا للمعطيات التي أفاد بها البروفيسور المصطفى الفاهيم، المشرف على المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط، في تصريح ل»الصحراء المغربية». وفي هذا الصدد، يشتغل المركز المذكور على أعمال الكشف عن وجود طفرات ذات منشأ مغربي، من خلال تركيز أعمال اليقظة الجينومية على تتبع الحالة الكلينيكية للحالات الإيجابية المصابة بفيروس كوفيد 19، سواء منها الحاملة لأعراض أو تطورات مرضية غير معتادة، أو وسط الأشخاص المصابين بعدوى كوفيد من الملقحين بالجرعتين خلال فترة كافية، سعيا وراء رصد طبيعة التغييرات التي طرأت على طفرات الفيروس، يبرز الفاهيم. وأكد المشرف على المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط، أن اليقظة الجينومية كشفت عن وجود 4 طفرات في المغرب بالإضافة إلى 10 طفرات التي تميز المتحور «دلتا» عالميا، تهم الجزء الشوكي منه، الذي يحمل اسم «السبايك»، وتخضع للمراقبة داخل المختبر للتعرف على أهمية هذه الطفرات وتأثيرها الوبائي، في إطار تجميع المعطيات التي يرفعها المركز إلى مديرية الأوبئة بوزارة الصحة لاتخاذ التدابير الصحية الاحتياطية ونشر التحسيس حولها بين السكان. وتبعا لذلك، نبه المشرف على المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط من وجود متحورات جديدة للسلالة الأصلية للفيروس، تنتشر حاليا في مناطق جغرافية قريبة من المغرب، ما يستوجب الوقاية منها، كونها ستكون أكثر سرعة في الانتشار من المتحور دلتا كما ستكون أكثر مقاومة للإفلات من المضادات الجسمية التي يكونها الجهاز المناعي للإنسان، في إطار ما يطوره الفيروس من طرق مقاومة جديدة لحماية ذاته مما قد يهدد بقاءه، وهو أمر معروف علميا لدى هذه الكائنات الفيروسية. ويندرج ضمن هذه المتحورات الجديدة، المتحور «لامبدا» المنتشر حاليا في أمريكا اللاتينية، وضمنها البيرو، ووصل حاليا فوق الأراضي الإسبانية. كما يوجد متحور جديد يحمل اسم C1.3، في جنوب إفريقيا، إلا أنه يوجد تحت المراقبة. واستعدادا لمقاومة وصول انتشار هذه المتحورات فوق التراب المغربي، أكد الفاهيم على ضرورة اعتماد التشخيص المبكر عن الإصابة بفيروس كوفيد19، بواسطة وسائل التشخيص المتاحة، وضمنها التشخيص السريع الذي رخصت باستعماله وزارة الصحة في العيادات الطبية والمصحات الخاصة والمختبرات البيولوجية، أخذا بالعبرة المستخلصة من السرعة الكبيرة لانتشار فيروس «دلتا» وما تسبب فيه من ارتفاع مهول لعدد الحالات المصابة بالعدوى والوفيات الناتجة عن المضاعفات الحرجة والخطيرة جراء المرض. أعدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات مشروعا مندمجا وتشاركيا لإعادة تأهيل غابة جبل «سوكنا» بإقليم شفشاون، المتضررة من حريق أتى على حوالي 1100 هكتار من الغطاء النباتي. وكانت فرق مكافحة النيران بذلت مجهودات استثنائية طيلة 5 أيام متواصلة على المستوى الجوي والبري خلال شهر غشت المنصرم، للسيطرة على الحريق وإخماده بشكل تام، حيث بلغت الحصيلة النهائية للمساحة المتضررة حوالي 1100 هكتار من الغطاء الغابوي، 60 في المائة منها مكونة من أصناف نباتية ثانوية. وأوضح بلاغ لقطاع المياه والغابات، التابع للوزارة، أنه إثر اندلاع الحريق الغابوي بمنطقة جبل «سوكنا»، تمت برمجة وإعداد مشروع تأهيل الغابة المتضررة عن طريق تشجير وتخليف 1100 هكتار بتكلفة مالية تبلغ 23 مليون درهم، ابتداء من سنة 2022. وأضاف البلاغ أن هذا المشروع، الذي يتماشى مع استراتيجية «غابات المغرب 2020-2030»، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتاريخ 13 فبراير 2020، والتي تعتمد نموذج تدبير مندمج ومستدام ومنتج للثروة، سيما نهج مقاربة تشاركية مع السكان المحليين، يهدف إلى إعادة إحياء الغطاء الغابوي المتضرر من جراء الحريق، ودعم تجهيز الغابة بالبنيات التحتية الضرورية لمكافحة الحرائق، موضحا أنه سيكلف مبلغا إجماليا يناهز 23 مليون درهم على مدى سنتين. وذكر البلاغ أنه انطلاقا من التجارب المتراكمة في هذا الميدان، سوف يتم تشجير 200 هكتار بالأصناف الغابوية الملائمة والمقاومة للحريق، وتخليف 900 هكتار من الغابة الطبيعية للبلوط الفليني سواء باعتماد تقنيات طبيعية كالتسييج والتنقية، وإنجاز الأشغال الحرجية على مساحة 800 هكتار أو عبر الغرس الاصطناعي لشتائل البلوط، والذي سيهم مساحة تقدر ب100 هكتار. كما سيبرمج المشروع، يضيف البلاغ، تدخلات خاصة تدخل في إطار دعم التجهيزات الأساسية لمكافحة الحرائق بالغابة المعنية تهم أشغال صيانة المسالك على طول 11 كلم، وفتح مسلك جديد على طول 6 كلم، وكذا إنشاء وصيانة مصدات الحرائق على طول 20 كلم وتهيئة نقط الماء. وانطلاقا من الحرص الدائم لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على إشراك السكان المحليين بطريقة فعالة في الحفاظ على هذه الثروة الغابوية والحيوانية المتنوعة، أكد البلاغ على اعتماد المشروع منهجية تشاركية لإنجاز هذه العمليات عبر تنظيم السكان في إطار جمعيات لحماية المحيطات المحمية وإشراكها في تنزيل المشروع، وكذا تعويضها عن منع حق الرعي بالمحميات ذات الأولوية بالنسبة لمربي الماشية طبقا للاستراتيجية الجديدة السالفة الذكر. يذكر أن الحريق شهد تعبئة 8 طائرات من أجل التدخل الجوي، 4 منها متخصصة في إخماد النيران من نوع «كانادير» تابعة للقوات الجوية الملكية، و4 من نوع «توربو تروش» تابعة للدرك الملكي. كما جرى على المستوى البري تجنيد حوالي 550 عنصرا، ينتمون إلى قطاع المياه والغابات، والوقاية المدنية، والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، وأعوان الإنعاش الوطني، والسلطات المحلية. وواجهت فرق التدخل بعض المعيقات التي عرقلت الجهود المبذولة لاحتواء النيران وإخمادها، منها على الخصوص ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح ووعورة التضاريس بالمنطقة التي تتميز بغطاء غابوي كثيف.