انخرط عبد الواحد الطالبي صاحب كتاب "ساحة جامع الفنا تتحدث عن نفسها"، في الجهود التضامنية الرامية إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والحد من تداعياته على رواد الحلقة بساحة جامع الفناء ضمنهم حكواتيون ومنشطو الحلقة صناع الفرجة بالساحة.
وانخرط بتسليم الحلايقية نسخا من مؤلفه الذي أصدره حديثا وخصص ريع طبعته الأولى بدعم من المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسة، لفائدة شيوخ الحلقة وتراث الساحة المصنفة عالميا تراثا شفهيا للإنسانية. وقرر الكاتب منح عشرة نسخ من مؤلفه الذي حدد ثمنه في مبلغ 85 درهم للكتاب الواحد، لكل حلايقي من أجل التصرف فيها بما يناسبه في إطار التضامن مع هذه الفئة في ظروف الجائحة التي عمقت معاناة صناع الفرجة في الساحة في طريق البحث عن لقمة عيش شريفة. ولقيت هذه المبادرة الإنسانية والتضامنية، استحسان عدد من المستفيدين المتضررين من تداعيات هذه الجائحة، لاسيما على الصعيد السوسيو- اقتصادي، خصوصا أن مثل هذه المبادرات يكون لها الوقع الحسن في نفوس هذه الفئة من الفنانين الشعبيين، الذين يعتمدون بشكل أساسي على الإبداعات الفنية، وساهموا في إشعاع ساحة جامع الفنا وتصنيفها كتراث شفوي لامادي للإنسانية. وحسب عبد الواحد الطالبي، فإن هذه الفئة من الفنانين الشعبيين، التي ساهمت في إشعاع ساحة جامع الفنا وتصنيفها كتراث شفوي لامادي للإنسانية، لا تتوفر على حماية اجتماعية، وتضررت بشكل كبير جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد، وتتوقف مداخيلهم على فن الفرجة والحلقة بساحة الفنا. وأكد الطالبي في لقاء مع "الصحراء المغربية"، على ضرورة جعل ساحة جامع الفنا في صميم الانشغال الثقافي والفني والإبداعي والاجتماعي والتراثي والإنساني للنخب والفاعلين حماية لهويتها ولكينونتها. وأوضح الطالبي أنه كمراكشي لديه التزام إنساني تجاه شيوخ حلقة ساحة جامع الفنا وشعور وجداني نحو هذه الساحة التي تبث البهجة في المدينة وسكانها وتنشر الفرح والسعادة بين الناس وتقدم الفرجة للزوار والسياح. ودعا إلى تكتيف المبادرات وتحفيزها وتشجيعها بجعل الكتاب في خدمة الفئات الأكثر هشاشة والانخراط الاجتماعي والاقتصادي في الفعل الثقافي المنتج والمربح من خلال الارتقاء بساحة جامع الفنا لتكون فضاءا ثقافيا حقيقيا وليس فرجويا. ويضم كتاب "ساحة جامع الفنا تتحدث عن نفسها"، الذي يقع في 280 صفحة من القطع المتوسط، 28 حوارا مع شيوخ الحلقة والمهتمين بتراث الساحة في استعراض لتجارب مثيرة ومشوقة لحياة الحلايقية ولتاريخ الساحة منذ أربعينيات القرن الماضي معززة بالصورة التوثيقية إضافة إلى تصدير وتقديم ثم ملحق. وأوضح الطالبي مؤلف الكتاب أن الحوارات وردت في صيغة غير مباشرة بأسلوب سردي حكائي اختار فيه السارد الرؤية من خلف لتتمكن ساحة جامع الفنا من تقديم نفسها بنفسها في الصورة التي سيراها القارئ مثلما لم يراها من قبل. وأشار إلى أن الكتاب هو في أصله حوارات تم إجراؤها سنة2001 ونشرت في جريدة العلم خلال نفس العام والسنة التي تلته قبل إعادة صياغتها وكتابتها وضمها في المؤلف الذي صدر سنته حيث غادر الى دار البقاء أغلب الذين ضمت أعلامَهم دفتاه.