انخرطت جمعية "أسافو" للتنمية وجمعية المفاتيح الذهبية وجمعية المرشدين السياحيين بالمغرب وجمعية "منظمات سياحية" ووكالة "براند فاكتوري"، نهاية الأسبوع، في الجهود التضامنية الرامية إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والحد من تداعياته على رواد الحلقة بساحة جامع الفناء ضمنهم حكواتيون ومنشطو الحلقة، من خلال مد يد العون لهم، وتوزيع مساعدات تتضمن مختلف المواد الغذائية الأساسية. وبادرت هذه الجمعيات والهيئات السياحية، خلال هذه الحملة التضامنية والإنسانية، الى توزيع مبالغ مالية تسلمتها ست جمعيات تمثل فناني الساحة التاريخية. ولقيت هذه المبادرة الإنسانية والتضامنية، استحسان عدد من المستفيدين المتضررين من تداعيات هذه الجائحة، لاسيما على الصعيد السوسيو- اقتصادي، خصوصا أن مثل هذه المبادرات يكون لها الوقع الحسن في نفوس هذه الفئة من الفنانين الشعبيين، الذين يعتمدون بشكل أساسي على الإبداعات الفنية، وساهموا في إشعاع ساحة جامع الفنا وتصنيفها كتراث شفوي لامادي للإنسانية. وكان الفنان التشكيلي ماحي بنبين والأستاذ الباحث أحمد الشهبوني رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، وفعاليات أخرى، أطلقوا نداء للتبرع قصد دعم رواد الحلقة بساحة جامع الفناء وأصحاب المهن المرتبطة بهذه الساحة التاريخية، بشكل يمكنهم من التوفر على المواد الغذائية الأساسية، خاصة مع توقف عدد من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وانشغالا منهم بتوفير تماسك اجتماعي في هذه الظرفية الحساسة ووعيا منهم باستعجالية الوضعية. وتندرج هذه المبادرة في إطار الدينامية التضامنية والتعبئة العامة على الصعيد المحلي لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، والتخفيف من تداعياته السوسيو-اقتصادية على رواد الحلقة والأسر الهشة. وحسب الزوبير بوحوت الخبير في المجال السياحي، فإن هذه الفئة من الفنانين الشعبيين، التي ساهمت في إشعاع ساحة جامع الفنا وتصنيفها كتراث شفوي لامادي للإنسانية، لا تتوفر على حماية اجتماعية، وتضررت بشكل كبير جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد، منوها بأصحاب النوايا الحسنة الذين ساهموا في هذه المبادرة المحمودة. وأضاف بوحوت في اتصال ب"الصحراء المغربية"، أن هؤلاء الفنانين الذين يساهمون في استقطاب 5 ملايين سائح للساحة ولمدينة مراكش سنويا، تتوقف مداخيلهم على فن الفرجة والحلقة بساحة الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش التي تحولت في ظل كوفيد-19، إلى ساحة فارغة يسودها صمت رهيب، ما انعكس سلبا على القطاع السياحي بمراكش. من جانبه، أكد يوسف ماموني ممثل الجهات المنظمة أن هذه المبادرة التضامنية شكلت التفاتة إنسانية لفناني ساحة جامع الفنا التي تستقبل ملايين السياح سنويا، وتساهم بشكل كبير، في اقتصاد المدينة الحمراء، معبرا عن امتنانه للسلطات المحلية والمجلس الجهوي للسياحة بمراكشآسفي للدعم المقدم من أجل إنجاح هذه المبادرة. وتحولت ساحة جامع الفناء القلب النابض لمدينة مراكش إلى مكان فسيح من دون أنفاس ولا أحلام ولا أفراح، بسبب حالة الطوارئ الصحية، مما انعكس سلبيا على وضعية مايفوق 400 من رواد هذه الساحة ،والتي تعتبر مصدر رزقهم اليومي من حلايقية وحكواتيين ورواد الثعابين ونقاشات وغيرهم من أصحاب المهن المرتبطة بهذه الساحة.