أطلق الفنان التشكيلي ماحي بنبين والأستاذ الباحث أحمد الشهبوني رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، وفعاليات أخرى، نداء للتبرع قصد دعم رواد الحلقة بساحة جامع الفناء وأصحاب المهن المرتبطة بهذه الساحة التاريخية، بشكل يمكنهم من التوفر على المواد الغذائية الأساسية، خاصة مع توقف عدد من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وانشغالا منهم بتوفير تماسك اجتماعي في هذه الظرفية الحساسة ووعيا منهم باستعجالية الوضعية. جاء ذلك، خلال إحدى حلقات البرنامج الإذاعي "الحومة القديمة" الذي يعده ويقدمه الإعلامي أنس الملحوني على أثير الإذاعة الجهوية بمراكش، والذي خصص مجموعه من الحلقات لجميع الفئات المتضررة، جراء توقف أنشطتهم، في مقدمتهم الصناع التقليديين والموسيقيين المياومين ورواد الحلقة بجامع الفناء. ويتوخى من هذه العملية الإنسانية التخفيف من تداعيات جائحة كورونا على رواد الحلقة الذين يعتمدون بشكل أساسي على الإبداعات الفنية التي يقدمونها بساحة جامع الفناء، وفي حاجة ماسة إلى مبادرات من هذا الحجم قصد دعمها ومساندتها. وتندرج هذه المبادرة في إطار الدينامية التضامنية والتعبئة العامة على الصعيد المحلي لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، والتخفيف من تداعياته السوسيو-اقتصادية على الأسر الهشة. وتحولت ساحة جامع الفناء القلب النابض لمدينة مراكش إلى مكان فسيح من دون أنفاس ولا أحلام ولا أفراح، بسبب حالة الطوارئ الصحية، مما انعكس سلبيا على وضعية مايفوق 400 من رواد هذه الساحة ،والتي تعتبر مصدر رزقهم اليومي من حلايقية وحكواتيين ورواد الثعابين ونقاشات وغيرهم من أصحاب المهن المرتبطة بهذه الساحة. وكان مركز التنمية لجهة تانسيفت، انخرط في الجهود التضامنية الرامية إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والحد من تداعياته، حيث بادر إلى توزيع مساعدات تتضمن مختلف المواد الغذائية الأساسية استهدفت رواد الحلقة بساحة جامع الفناء ضمنهم حكواتيون ومنشطو الحلقة، وكذا أعضاء المجموعات الفنية للدقة المراكشية والهواريات. ولقيت هذه المبادرة الإنسانية، استحسان عدد من المستفيدين المتضررين من تداعيات هذه الجائحة، لاسيما على الصعيد السوسيو- اقتصادي، خصوصا أن مثل هذه المبادرات يكون لها الوقع الحسن في نفوس هذه الشريحة من الفنانين. وحسب أحمد الشهبوني رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، فإن هذه الفئة من الفنانين الشعبيين، التي ساهمت في إشعاع ساحة جامع الفنا وتصنيفها كتراث شفوي لامادي للإنسانية، لا تتوفر على حماية اجتماعية، وتضررت بشكل كبير جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد، منوها بأصحاب النوايا الحسنة الذين ساهموا في هذه المبادرة المحمودة. وأكد الشهبوني على ضرورة تكثيف ومضاعفة هذا النوع من المبادرات، بهدف دعم الأسر الهشة والمعوزة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر منها البلاد وخروج الجميع منتصرا من هذا الاختبار الصحي.