أفادت مصادر طبية ل "الصحراء المغربية"، أن مجموع المراكز الاستشفائية الجامعية تستأنف عملية تقوية استعداداتها للرفع من الطاقة الاستيعابية لمصالح العناية المركزة والإنعاش والتخدير، من خلال توسعتها وإعادة توزيع الموارد البشرية بها لتلبية الحاجيات المقبلة لمرضى كوفيد 19 . وتأتي هذه العملية موازاة مع ارتفاع الحالات الايجابية للإصابة بعدوى الفيروس، التي من المرتقب الزيادة في أعدادها مع حلول فصل الصيف وإحياء عيد الأضحى، ما يرتقب معه ارتفاع عدد الحالات الحرجة التي تحتاج إلى استشفاء من أجل الخضوع لتنفس صناعي، بنوعية الاختراقي وغير الاختراقي، بسبب توسع قاعدة انتشار الفيروس. وذكرت المصادر ذاتها أنه من بين التحديات التي تواجه الفريق العامل في مصلحة الإنعاش، هو إنعاش المريض في حالة خطيرة والمحافظة على سلامة وصحة الفريق الطبي والتمريضي وباقي المتدخلين من عدوى الفيروس لضمان استمرار المتخصصين، سواء من الفريق الطبي او التمريضي أو تقنيي الصحة، في أداء مهامهم لفائدة المرضى، بالنظر إلى محدودية عددهم التي تتطلب رفع تحدي المحافظة على سلامتهم من العدوى. وأفادت المصادر نفسها أن أقسام الانعاش تستقبل حالات مصابة بمضاعفات متفاوتة الخطورة، بين بسيطة وخطيرة، إذ أن الخطيرة منها تحتاج إلى خضوعها للتخدير الكامل والتنفس الصناعي، لفترة قد تصل في بعض الأحيان إلى 15 يوما، في انتظار التعافي واسترجاع القدرة على التنفس الطبيعي. وتجري عملية الإنعاش في ظروف تتطلب توفير تقنيات وأسرة إنعاش خاصة، إلى جانب موارد بشرية وتقنية ومعدات طبية، إذ يعتمد التنفس الصناعي على سرير الإنعاش الطبي المستجيب لمواصفات طبية دقيقة. وتبعا لذلك يتوفر سرير الإنعاش والتخدير على معدات وأجهزة تسمح بمراقبة مستوى ضغط المريض ومده بالدواء عن طريق حقن الدواء في عروق المريض على شكل جرعات دقيقة، إلى جانب ارتباطه بجهاز خاص بالتنفس الصناعي ومعدات قياس الأوكسيجين وغيرها. وبالنظر إلى الخصوصيات التقنية لسرير الانعاش والتخدير، فإن موقعه يتطلب مساحة تتراوح ما بين 16 و20 مترا مربعا، ناهيك عن كلفته التي قد تتجاوز 50 مليون سنتيم. وذكرت المصادر ذاتها أن تقنية التنفس الصناعي مكلفة للغاية بالنظر إلى أنها تتطلب عملا متواصلا على مدار 24 ساعة بدون انقطاع، يتناوب الفريق الطبي والتمريضي والتقني وأعوان النظافة، على السهر على مراقبة وتلبية حاجيات المريض، الطبية والتمريضية و وغيرها من الحاجيات. وينضاف إلى ذلك كلفة المواد الطبية المستهلكة التي تتطلبها عملية الإنعاش، ثم كلفة إجراء التحاليل الدورية للمريض وكلفة المضادات الحيوية وكلفة تغذية المريض عبر الوريد ونظافته، الشيء الذي يرفع النفقات اليومية داخل قسم الإنعاش للمريض الواحد لليلة الواحدة، إلى ما بين 6 آلاف و10 آلاف درهم في اليوم، طيلة فترة وجوده بمصلحة الإنعاش، وهي كلفة تتحملها المؤسسة الاستشفائية ويستفيد منها مجانا مرضى كوفيد. وأبرزت المصادر أن كلفة الخدمات داخل أقسام الإنعاش، ليست مالية وتقنية فحسب، وإنما هي كلفة معنوية تتطلب تعبئة موارد بشرية كافية، تشترط تخصيص ممرض لكل مريضين أو 3 على الأكثر. وينضاف إلى ذلك اشتراط تعبئة العناصر المؤهلة لأداء مهام صحية في غاية الدقة، أخذا بعين الاعتبار خصوصية العمل في أقسام الانعاش، بشكل عام، وإنعاش مرضى "كوفيد19" بوجه خاص، حيث يتطلب مراقبة المريض بشكل دقيق على مدار 24 ساعة، ودون السماح بارتكاب أدنى خطأ حفاظا على سلامة وحياة المصابين، تضيف المصادر نفسها. ونبهت المصادر نفسها المواطنين إلى حجم الكلفة بالمرضى في أقسام الانعاش، ما يتطلب منهم احترام التدابير الاحترازية للوقاية من عدوى الفيروس، الفردية والجماعية، وبالتالي تفادي تسجيل مزيد من الحالات الحرجة والوفيات من جرائها، ناهيك عن تجنب ممارسة الضغط على الأطر الصحية والتمريضية لضمان ديمومة عملها بالحالة النفسية والجسدية التي تتطلبها المرحلة ومواجهة تحديات التكفل بالمصابين بالعدوى.