المغرب، ولحد الان، متحكم فانتشار كورونا.. والدليل على ذلك ليس فقط المؤشرات الإيجابية التي سجلت، في الأيام الأخيرة، فيما يخص تطور الحالة الوبائية بالمملكة، بل وأيضا ما اتخذت من الإجراءات، في الساعات الماضية، ومنها بدعوة المصحات الخاصة لاسترداد ما سبق وأن وضعته، من معدات ومصحات وموارد بشرية، رهن إشارة مصالح وزارة الصحة للتصدي للجائحة. ويتعلق الأمر ب 40 جهاز تنفس اصطناعي زودت بها مستشفيات الدارالبيضاء، والتي توزعت ما بين 11 جهاز اصطناعي للتنفس، و13 جهاز مخصص لنفس الغاية، أي للتنفس مع الضغط الدموي وقياس دقات القلب (مونيتور)، بمستشفى سيدي مومن، مع تجهيز 20 سريرا للإنعاش بمستشفى مولاي يوسف، وفق ما ذكره بلاغ للجمعية الوطنية للمصحات الخاصة أصدرته في هذا الشأن، والذي أكد أن هذه العملية واكبها توفير 345 سريرا و42 لإنعاش و32 مخصصة للعناية المركزة لاستقبال المصابين بالفيروس. ويتعلق الأمر بكل من مصحة (الياسمين) التي وفرت 18 سريرا و6 أسرة للإنعاش، ومصحة (أنوال) التي خصصت 24 سريرا و7 أخرى للإنعاش. كما وفرت مصحة (المدينة الخضراء) 60 سريرا و6 أخرى للإنعاش و13 سريرا للعناية المركزة، فيما وفرت مصحة (المعاريف) 30 سريرا و8 أخرى للإنعاش و4 للعناية المركزة، فيما خصصت مصحة (الزيراوي) 183 سريرا و12 سريرا للإنعاش و10 أسرة للعناية المركزة، أما مصحة العين فقامت فوفت 30 سريرا، 3 أخرى للإنعاش و5 للعناية المركزة وفي السياق ذاته، يوضح المصدر نفسه، تطوعت كل من مصحتي (فانسي) و(أنوال) للتكفل بعلاج 130 مريضا مصابين خلال المرحلة الأولى من الجائحة الوبائية. وفي العاصمة الإدارية الرباط، جرى تجهيز 4 مصحات ووضعها رهن إشارة وزارة الصحة من أجل علاج المصابين بفيروس (كوفيد 19). وفي مدينة فاس، أحصيت أسرة الإنعاش ووضعت رهن إشارة المواطنين. وفيما يتعلق بمراكش، فجرى العمل على وضع حوالي 30 جهاز تنفس اصطناعي رهن الإشارة مع تعبئة المصحات من أجل تأمين كل مصحة للحراسة واستقبال المرضى يوميا بشكل تداولي. أما مدينة طنجة، يؤكد المصدر نفسه، فشهدت تجهيز فندق بمعدات وتجهيزات طبية وموارد بشرية، إذ ساهمت كل المصحات الخاصة بالمنطقة في توظيف وتكوين العديد من أطباء الطب العام. كما عبأت الجمعية المغربية لأطباء التخدير والإنعاش بتعبئة العديد من الاختصاصيين في المجال وحددت مجموعة من أجل دعم التغطية الصحية في المؤسسات الصحية المختلفة، حيث ساهم 20 مختصا في مجال الإنعاش والتخدير، يمثلون القطاع الخاص، في تقديم خدماتهم بمصالح الإنعاش والعناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بتنسيق وتعاون تامين مع زملائهم في القطاع العام. وبالموازاة مع هاد التعبئة، تواصل تقديم باقي الخدمات العلاجية الأخرى، إذ أشار المصدر إلى عدد من المصحات الخاصة تكفلت بمجموعة من التدخلات والعلاجات والمتابعات الطبية لمرضى غير مصابين بفيروس (كورونا) وبالنساء الحوامل، إذ على مستوى مدينة الدارالبيضاء، أجريت بمصحة (غاندي) ومصحة (الياسمين) 300 ولادة و40 عملية قيصرية، لفائدة نساء حوامل جرى إرسالهن من طرف مصالح مستشفى الحسني الذي خصصت أسرته كاملة للمرضى المصابين ب (كوفيد 19). وعلى نفس المنوال، تكفلت مصحات أخرى بمرضى يعانون من مجموعة من الأمراض الأخرى وغير مصابين ب (كورونا)، الذين جرى تحويلهم وبعثهم من طرف المستشفيات العمومية خلال المرحلة الثانية نحوها، كما هو الشأن بالنسبة لمصحة دار السلام ومصحة القلب كاليفورنيا. وبالنسبة لتكوين الموارد الطبية وشبه الطبية، عملت مجموعة من المصحات الخاصة، يضيف المصدر ذاته، على تكوين أطقمها الطبية وشبه الطبية تبعا لخلاصات الاجتماع المنعقد في 16 مارس 2020 مع المديرة الجهوية لوزارة الصحة بجهة الدارالبيضاء سطات. وأوصت اللجنة التقنية بتمديد هذا التكوين بإدماج الاختصاصيين في التخدير والإنعاش في الجلسات المنظمة لفائدة مهنيي الصحة من أجل الاستعداد والتكفل الجيد والناجع بالمرضى. وفي ما يرتبط بالعلاجات من باقي الأمراض، أكد البلاغ أنه جرت ملاحظة أن الكثير من المواطنين المصابين بأمراض مزمنة وغيرها، أغفلوا خلال فترة الجائحة، متابعة أوضاعهم الصحية، مفضلين البقاء في الحجر الصحي تخوفا من إمكانية الإصابة بالعدوى، وهو القرار الذي لم يكن صائبا، لأن المصحات الخاصة والعيادات والمؤسسات الصحية عموما حرصا على تطبيق التدابير الوقائية والإجراءات الحاجزية بشكل صارم، حفاظا على صحة المواطنين والمهنيين، منبهة إلى أن التأخر في زيارة الطبيب والعلاج يشكل خطرا كبيرا على الصحة ويهدد المريض بأوخم العواقب، وهو ما تبين في العديد من التخصصات كطب الأطفال وعند الحوامل، أو الأمراض القلبية أو الغدد أو غيرها، مما يجعل الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة توجه نداء عاجلا اليوم من أجل اهتمام المواطنين بصحتهم، والحرص على زيارة الطبيب في الموعد المحدد، والكشف عن كل الأعراض التي قد يعانون منها، حتى لا يتعرضون لانتكاسات صحية قد يكون لها ما بعدها.