نظمت مجموعة لوماتان اليوم الجمعة لقاءها الأول في إطار سلسلة ندواتها التي اختارت "الرهانات الجديدة للرقمنة"، وشكلت الندوة التي شهدت التئام عدد من المختصين والمهتمين فرصة للتطرق إلى موضوع ""الإدارة الرقمية مكسب في خدمة المواطنين والمقاولات". وانطلقت فعاليات اللقاء بكلمة محمد الهيتمي، الرئيس المدير العام لمجموعة لوماتان، أوضح فيها أن "ملاحظتين كانتا وراء قرار استئناف سلسلة ندواتنا: أولاً، سياق تسارع التعافي الاقتصادي أثناء الأسابيع القليلة الماضية من أجل الخروج السريع من الأزمة بشكل سليم وبكل ثبات، بفضل التوجيهات السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وهو ما بدأنا نلمسه من خلال مؤشرات جد واعدة من قبيل فتح الأجواء أمام حركة النقل الجوي الدولي، وعودة مغاربة العالم، وثانيا أهمية التوصيات والطموحات الخاصة بالنموذج التنموي الجديد التي جرى نشرها"، معتبرا أن هذين التحديين الرئيسيين يرسمان مستقبل البلاد ويدعوان إلى تعبئة جميع القوى الحيوية للمملكة. وأضاف الهيتمي أن اختيار هذا الموضوع جاء في إطار سعي المجموعة المتواصل إلى المساهمة في تعميق النقاش حول هذا المحور الذي يعتبر مفصليا بالنسبة لحاضر ومستقبل كل المجالات، ونقط قطيعة مع كان معتمدا سابقا. وأبرز الهيتمي أن التحول الرقمي لم يعد يعتبر اتجاها بل ضرورة مطلقة وقناة للإقلاع الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن هذا المشروع الحاسم لبناء مغرب الغد أيضا يتموقع في صلب النموذج التنموي الجديد، وأنه أولوية لا محيد عنها لمواصلة الانتقال بغية أن تصبح المملكة قطبا رقميا رائدا، وقال "أن تصبح أمة رقمية، حيث يتم تعبئة الإمكانات التحويلية للتكنولوجيات الرقمية بالكامل، هو في الواقع أحد الرهانات المختارة لمغرب المستقبل". وأعلن أن راهنية وحتمية الانتقال الرقمي، كانت أيضا وازعا لبرمجة أربع ندوات أخرى للتطرق إلى محاور تثري هذا النقاش، حيث ستنكب هذا المواعيد على تشكيل ورسم ملامح ما تحقق على أزيد من صعيد مع رصد النواقص والإكراهات واقتراح ما يستوجب القيام به لتكريس موقع المغرب الريادي في المنظومة الرقمية، مشيرا إلى أن هذه الندوات ستخصص إلى الاطلاع عن قرب على "مساهمة المنظومة الرقمية في إنعاش الاقتصاد"، والتبادل حول "التطور الرقمي في خدمة الاقتصادات الجهوية"، واستحضار دور "المقاولات الناشئة باعتبارها نموذجا للإلهام للتحول الرقمي"، إضافة إلى "السيادة الرقمية والأمن السيبراني: تحديات التحول الرقمي"، و"القابلية للتوظيف في العصر الرقمي: وظائف جديدة، مهارات جديدة". وحول راهنية موضوع الرقمنة بأبعاده وتجلياته وأهمية ما يطرحه من تحديات، استشهد الهيتمي بمثال ترسانة الروبوتات التي تعتمد في القيام بالعديد من المهام بألمانيا، مؤكدا أن هذا المنحى يطرح عموما أكثر من علامة استفهام حول مصير الكثير من المهن، وهو ما اعتبره دعوة للتفكير في ما يمكن تبنيه لمواكبة هذه التحولات وتخطي العقبات المحتمل وقوعها. واستطرد موضحا أن هناك مبادرات وإجراءات كثيرة اتخذت، متسائلا هل كل هذا يكفي أم أن هناك تدابير أخرى يجب اعتمادها لكسب رهانات الرقمنة. واستحضر الهيتمي خمس نقاط أساسية لتحقيق التحول الرقمي المنشود، ويتعلق الأمر بأهمية التقائية التوجهات من خلال إنشاء هيئة ذات مقاربة شمولية، يعهد إليها بالتنسيق بين المتدخلين كما ورد في تقرير اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، وتناغم الإطار التشريعي مع هذه المرحلة للمرور بسرعة للمرحلة المتوخاة، وتخطي الفجوة الرقمية عبر تجاوز المناطق البيضاء كما قال الهيتمي من خلال تعميم الولوج للرقمنة، وتعزيز البنيات التحتية، واستشهد حول هذه النقطة بلقائه برئيس هواوي بالصين الذي أبرز له أهمية تقاسم البنيات التحتية مثل الألياف البصرية لفائدة مصلحة الجميع حتى لا يكون هناك خاسر، أما النقطة الأخيرة التي تحدث عنها فهمت تعزيز ودعم التكوين في هذا المجال حتى على مستوى التعليم الابتدائي. وعرف هذا اللقاء الذي حضره سفير اليابان بالمغرب وممثلون عن مجموعة التجاري وفابنك ومديرية الضرائب بالدارالبيضاء وعدة شخصيات، مشاركة خالد سفير، الوالي المدير العام للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، وأحمد العمومري، الكاتب العام لقطاع إصلاح الإدارة، ومحمد الإدريسي الملياني، مدير عام الوكالة الوطنية للتنمية الرقمية، وطارق فاضل، الرئيس والمؤسس الشريك ل "المغربية للخدمات اإلكترونية".