شكل موضوع " انطلاقة جديدة للسياحة الايكولوجية بجهة مراكشآسفي اعتمادا على المرونة والابتكار"، محور لقاء تفاعلي عن بعد، جرى تنظيمه، أمس الثلاثاء، بمبادرة من المركز الجهوي للاستثمار بجهة مراكشآسفي، لفتح نقاش جدي بين المهنيين والمسؤولين الجهويين ومختلف الفاعلين في القطاع، حول الرهانات والتحديات التي يتعين رفعها، واستعراض تموقع الجهة إزاء السياحة الايكولوجية وتقديم أفكار ومقترحات ووسائل مبتكرة لتطوير هذا الصنف من السياحة بجهة مراكشآسفي. وفي كلمتها الافتتاحية لهذا اللقاء التفاعلي، أكدت نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة والصناعة والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن السياحة الإيكولوجية تحظى باهتمام واسع منذ سنوات، مما جعلها أولوية حقيقية. وفي هدا الصدد، دعت نادية فتاح العلوي إلى تضافر جهود كل الفاعلين من أجل تأطير قطاع السياحة الإيكولوجية على المستوى القانوني حتى يتلاءم مع هذا القطاع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الساكنة المحلية ليست لها موارد ولها خبرات في هذا المجال، مشيرة إلى الالتزام بالحفاظ على البيئة التي تعد جزء هاما في التنمية المستدامة. وأوضحت وزيرة السياحة والصناعة والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن الضغط الذي تعرفه مدينة مراكش، يدفع عددا من السياح إلى استكشاف المناطق التي تزخر بها المنطقة من مناظر طبيعية خلابة أو الذهاب إلى مناطق قروية التي تبقى غير معروفة لحد الآن ، مما من شأنه العمل على جعل المحافظة عليها مسؤولية الجميع. وذكرت الوزيرة بضرورة إدماج الساكنة المحلية التي تعتمد على هذا النوع من السياحة والتي تأثرت كثيرا بجائحة كوفيد 19، مؤكدة على ضرورة تشجيع صغار الفلاحين والصناع لتقليديين والفاعلين في المجال الاقتصاد الاجتماعي، والمرشدين الشباب والعمل على تنظيم الأنشطة السياحية التي يقومون بها لضمان مدخول قار لهم في المستقبل . وشددت الوزيرة على مكانة القطاع الخاص والمجتمع المدني الذي يواكب الاقتصاد الاجتماعي والاقتصاد التضامني في النهوض بالسياحة الإيكولوجية . وأعربت الوزيرة عن تفاؤلها تجاه القطاع السياحي ومستقبل السياحة الايكولوجية، مبرزة أن جهة مراكشآسفي بإمكانها الاستمرار في التألق وتسجيل الأرقام المنشودة. من جانبه، أكد ياسين المسفر مدير المركز الجهوي للاستثمار بمراكشآسفي، أن هذه الجهة تتوفر على جميع المؤهلات لتصبح وجهة للسياحة الإيكولوجية، لاسيما خلال فترة كوفيد-19، وسياسات الإقلاع الحالية، مشيرا إلى أن السياحة الإيكولوجية، من شأنها أن تعرف نشاطها ارتفاعا كبيرا، لكون الجائحة أثبتت على التوجه نحو هذا المنتوج. وأضاف المسفر أن اقتصاد جهة مراكشآسفي يعد قويا ومتنوعا، بالنظر إلى كون هذه الجهة تعتبر على الخصوص الأولى في القطاع السياحي على المستوى الوطني، وثاني قطب مصدر بالنسبة للصناعة التقليدية، مذكرا أن التنمية الشاملة والمستدامة ترتكز على التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة. وأوضح المسفر أن مدينة مراكش هي الوجهة السياحية الأولى على الصعيد الوطني، وتتوفر على حوالي 2000 مؤسسة فندقية مصنفة ( حوالي 50 في المائة من الطاقة الاستعابية الوطنية)، و33 في المائة نسبة ما تمثله السياحة الداخلية. وأشار إلى انه في ظل الجائحة تم الترخيص ل 17 مشروعا سياحيا ستة فنادق و11 دارا للضيافة باستثمار بلغ أزيد من مليارين درهم والتي من شأنها خلق حوالي 3000 منصب شغل قار. وخلص المسفر إلى القول بأن السياحة الايكولوجية تمكن من تطوير استثمارات ومناصب شغل قارة ومستدامة، خاصة على مستوى الجماعات القروية لفائدة الساكنة، مذكرا ببرنامج الدفع بالتشغيل والاستثمار الذي أطلقه المجلس الجهوي للسياحة بمراكشآسفي لفائدة أقاليم الجهة. بدوره ، أكد عماد برقاد رئيس الإدارة الجماعية للشركة المغربية للهندسة السياحية، وهي مؤسسة تعنى بالنهوض بالمنتوج السياحي،على أهمية موضوع اللقاء، وكذا المؤهلات الهامة التي تزخر بها جهة مراكشآسفي التي من شأنها تعزيز تنمية هذا الصنف من السياحة على الجهة. وأضاف برقاد أن السياحة الايكولوجية تعد نوعا من السياحة المطلوبة خاصة في الفترة ما بعد جائحة كوفيد 19، موضحا أن دراسة أنجزت في هذا الصدد، أبرزت أن 68 في المائة من السياح يفضلون التوجه إلى الأماكن التي تتميز بالمسؤولية البيئة، وأن هذا النوع من السياحة أخذ يسترعي بالاهتمام ويرتفع حجمه أكثر فأكثر. وبعد أن أوضح أن 87 في المائة من السياح أعربوا عن أملهم في السفر بطريقة تمكنهم من المساهمة في تقليص أثرهم السلبي على البيئة، أشار برقاد إلى أن الوجهة السياحية الإيكولوجية تتميز بأنشطة للرصد والتعبير للموقع الطبيعي والتراث الثقافي التقليدي، ومسار تثمين السياحة التي تحترم البيئة، ومشاركة الساكنة المحلية في التخطيط والتنمية والاستغلال، بالإضافة إلى المساهمة المتوازنة للنهوض بالمجال السوسيو اقتصادي للساكنة المحلية. وأكد أن مدينة مراكش تتوفر على مؤهلات كبيرة كفيلة بتعزيز مكانتها على مستوى السياحة الإيكولوجية، مبرزا في هذا الصدد، أن المؤهلات الخاصة بالسياحة الإيكولوجية بالجهة لازالت غير مستغلة وأن هناك العديد من الفرص التي بالإمكان استغلالها ( التنوع وغنى المناظر الطبيعية، الغنى الثقافي، قرى نموذجية، الصناعة التقليدية والحنكة في العمل، حسن ضيافة الساكنة المحلية). وأشار إلى أن تنمية السياحة لإيكولوجية بالجهة يرتكز على ثلاثة دعامات أساسية ويتعلق الأمر بتأهيل وإعادة هيكلة المناطق المتواجدة، خلق عروض جديدة للمنتوج السياحي الايكولوجي، ثم دعم المقاولات العاملة في القطاع السياحي. وخلص إلى القول بأن مخطط التنمية للسياحة الإيكولوجية الخاص بالجهة سيمكن من تمتين ما اكتسبته المنطقة من إشعاع، وذلك من خلال انجاز المشاريع التي أعطيت انطلاقتها والعمل على تجاوز المشاكل والاكراهات التي تعترض نمو هذا القطاع، خصوصا على مستوى التمويل، والتدبير، وحكامة منتوج السياحة الطبيعية. وأشاد حميد بن الطاهر رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكشآسفي، بتنظيم هذا اللقاء التفاعلي الذي يشكل فرصة لتقاسم الأفكار والمقترحات ومناقشتها بين مختلف الفاعلين بجهة مراكشآسفي، من أجل تنزيل حلول جديدة وعروض تتماشى مع تطور الطلب وحاجيات المسافرين الوطنيين والأجانب، بهدف التأقلم مع آثار جائحة كوفيد-19.