انخرطت جمعية "نساء مراكش" على غرار باقي مكونات النسيج الجمعوي بمختلف جهات المملكة، في مبادرة تضامنية وإنسانية خلال شهر رمضان، من خلال توزيع وجبات إفطار كاملة تضم مختلف المواد الغذائية الضرورية المستهلكة ضمن الطقوس المراكشية الرمضانية، على عابري السبيل من المواطنين والمواطنات، عبر مختلف الأزقة وشوارع المدينة، التي تعرف التواجد القسري للعديد منهم، لسبب من الأسباب القاهرة، وذلك في إطار أنشطتها الاجتماعية واستمرارا لدعمها المتواصل للفئات المحتاجة. وحرصت جمعية "نساء مراكش" على إعطاء انطلاقة هذه المبادرة الاحسانية التضامنية، من أمام مستشفى ابن طفيل التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس بحي جيليز، حيث استفاد العديد من زوار المستشفى ومرتفقيه، بوجبات إفطار كاملة، كما شملت العملية بعض الباعة المتجولين، وحراس مراكن السيارات ومواقف الدراجات، وغيرهم من عابري السبيل بالمنطقة، قبل ان تتوجه اللجنة المشرفة على هذه المبادرة الإنسانية إلى محيط محطات سيارات الأجرة بصنفيها الصغيرة والكبيرة بالمدينة، وقامت بتوزيع وجبات إفطار مماثلة على بعض المسافرين وعابري السبيل الذين تزامن تواجدهم بهذه المحطات مع وقت الإفطار. وتقدم وجبات الإفطار داخل علب كارطونية، مباشرة إلى المعنيين بالأمر في ظروف عادية وسلسلة وتجري عملية التوزيع مع اتخاذ جميع التدابير الوقائية، وذلك التزاما بالقرارات والإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات المعنية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. وتعكس هذه المبادرات النبيلة والمواطنة، التي تزايدت على صعيد عمالة مراكش في هذه الظرفية المتميزة بحالة الطوارئ الصحية وشهر رمضان الفضيل، روح الوطنية والتطوع والحس العالي للمواطنة التي أبان عنها بشكل مستمر فاعلو المجتمع المدني، من أجل تكريس متزايد لقيم التعاون والتضامن المتجذرة في المجتمع المغربي. وتسعى الجمعية، التي اعتادت تنظيم مثل هذه العملية خلال شهر رمضان منذ إنشائها، إلى مساعدة الفئات المعوزة، ومؤازرتهم، وإشباع حاجياتهم البسيطة، وبالتالي الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة بالمدينة الحمراء ونواحيها، وتحفيز وتشجيع الجمعيات المدنية للاهتمام بالعمل الاجتماعي وتحبيب العمل التضامني والتكافل الاجتماعي إليها، من خلال الانخراط في مجموعة من الأنشطة الاجتماعية. وحسب عزيزة بوجريدة رئيسة جمعية نساء مراكش، فإن هذه المبادرة الإنسانية ستستمر طيلة شهر رمضان الفضيل، وذلك وفق أجندة زمنية محددة، لتشمل باقي المناطق والمرافق الاجتماعية كالمحطة الطرقية بباب دكالة وبعض المستشفيات ومراكز الحماية الاجتماعية بمدينة مراكش، منوهة بأصحاب النوايا الحسنة الذين ساهموا في هذه المبادرة المحمودة. وأشارت بوجريدة إلى أن عدة جمعيات خيرية تنشط في مدينة مراكش على مدار السنة، لكن خلال شهر رمضان تزداد وتيرة أعمالها من أجل مد يد العون للعائلات المعوزة والمحتاجة للمساعدة الاجتماعية.