يشكل شهر رمضان في مدينة مراكش كغيرها من المدن المغربية، مناسبة لإبراز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، ومع حلول هذا الشهر الكريم تقوم العديد من الجمعيات الخيرية بتوزيع وجبات الإفطار على الأسر المعوزة، وتنظيم موائد إفطار بالمجان او ما يعرف بمائدة الرحمن، في حين تتنافس مجموعة من المقاهي فيما بينها من أجل تقديم إفطار مجاني للصائمين. وتمثل مقاهي الإفطار المجاني أو "مطاعم الرحمة"،التي تنتشر بمختلف أحياء مدينة مراكش، كواحدة من مظاهر البر في رمضان، حيث تجمع الصائمين حول موائد الافطار، بعد يوم طويل خال من الزبائن بسبب الصيام، من خلال تحضير وجبات الإفطار لمن لا يجدون مأوى أو قدرة مالية، أو لعجز عابري السبيل عن الوصول إلى بيوتهم وقت الإفطار، أو العمال الذين لا يجدون الوقت للإفطار مع ذويهم، وحتى الطلبة المغتربين. مدينة سبعة رجال، لا تتصالح مع نفسها إلا من خلال "موائد الرحمان"، التي تنصب في الكثير من المواقع داخل مراكش. رمضان مراكش ليس فقط، المائدة المملوءة بما لذ وطاب، والاصطفاف وراء الأئمة في بيوت الله، وإنما رمضان الصدقات الجارية، وصدقات الإطعام. ففي جو من الرهبة ونكران الذات يتنافس المحسنون، الذين وجدوا أنفسهم في السنوات الأخيرة، مع الجمعيات التي تهتم بالجانب الإنساني، على خط البر والإحسان، وأول هذه القيم في هذا الشهر المبارك بتوزيع وجبات الافطار على الاسر المعوزة، وتنظيم موائد إفطار بالمجان. المقاهي بدورها تنخرط في هذه القيم الإنسانية لتقديم إفطار مجاني للصائمين. تنصب موائد الرحمان بمختلف أحياء مدينة مراكش، كواحدة من مظاهر البر في رمضان، حيث تجمع الصائمين حول موائد الافطار، التي يقبل عليها العديد من المعوزين لتناول طعام الإفطار، خاصة أن عائلات فقيرة بكاملها لا تقوى على مجاراة إيقاع الاستهلاك في شهر رمضان. "كش24″ رصدت هذه المظاهر التي تنعم عن البر والخير، من خلال زيارتها لأحدى هذه الخيام، التي دأبت على اقامتها مع بداية شهر رمضان جمعية المسيرة للتنمية والتضامن، أمام ثانوية صلاح الدين الايوبي بحي المسيرة الثانية بتراب مقاطعة المنارة، وشاركت مجموعة من المواطنين فطورا جماعيا، إلى جانب من تقطعت بهم السبل، أو خرجوا من مقر أعمالهم متأخرين وتزامن وصولهم إلى الخيمة مع أذان المغرب، و"كسروا" صيامهم بكوب حليب وبعض التمرات. وأوضح شادي مواطن ينحدر من سوريا في حديثه ل"كش 24″ أن المغاربة يتميزون بالكرم وحب الغير، مضيفا انه في كل رمضان يأتي إلى هذه الخيمة بحي المسيرة بمراكش، ليستفيد من فطور مجاني، مفيدا ان المحسنين يعتنون بالمهاجرين، ويقتسمون معهم الفطور والابتسامات. ولأن شهر رمضان شهر المغفرة والتضامن، فقد باشرت جمعية المسيرة للتنمية والتضامن، مع بداية شهر رمضان الفضيل، بحي المسيرة بمراكش تنفيذ عملية إفطار الصائم المحتاج، من خلال توزيع حوالي 200 وجبة فطور كاملة يومية على الأسر المعوزة، والمحتاجين وعابري السبيل، وذلك في إطار أنشطتها الاجتماعية واستمرارا لدعمها المتواصل للفئات المحتاجة. ويسعى أعضاء الجمعية، الذين اعتادوا تنظيم مثل هذه العملية خلال شهر رمضان منذ إنشائها، إلى مساعدة الفئات المعوزة، ومؤازرتهم، وإشباع حاجياتهم البسيطة، وبالتالي الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة بالمدينة الحمراء ونواحيها، وتحفيز وتشجيع الجمعيات المدنية للاهتمام بالعمل الاجتماعي وتحبيب العمل التضامني والتكافل الاجتماعي إليها، من خلال الانخراط في مجموعة من الأنشطة الاجتماعية. تقول فتيحة بوروس رئيس جمعية المسيرة للتنمية والتضامن، إن هذه الأخيرة أصبحت مبنية على روح التضامن، التي يستوجب ترسيخها في المجتمع المغربي، تماشيا وتجسيدا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تدعوا إلى الانخراط في المشروع المجتمعي الحداثي المتشبع بقيم الدين الإسلامي والتقاليد المغربية والمنفتح على مختلف الثقافات العالمية. وأضافت بوروس في حديثها إلى "كش 24" أن جمعيتها مصممة على مواصلة الجهود خلال شهر رمضان الحالي، من أجل توفير أزيد من 250 وجبة إفطار يومية للأسر المعوزة وعابري السبيل.